خبر : إسرائيل.. حروب داخلية قبيل الانتخابات المبكرة!! ..هاني حبيب

الأحد 07 أكتوبر 2012 10:09 ص / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل.. حروب داخلية قبيل الانتخابات المبكرة!! ..هاني حبيب



قبل بضعة أشهر، فشل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في إقناع رجالات حزب الليكود الذي يقوده في إيجاد مقعد مضمون في قائمة الحزب للانتخابات التشريعية القادمة لحليفه في الحكومة إيهود باراك، الذي تشير معظم استطلاعات الرأي إلى أن كتلته التي يقودها "كتلة الاستقلال"، لن تحظى بأي مقعد في الكنيست القادمة، حاول باراك، دون جدوى، التخلص من حزبه الذي يتهاوى، للبقاء في العمل السياسي من خلال الاندماج شخصياً في الليكود معتمداً على تحالفه مع نتنياهو، حين شكلا سوية موقفاً موحداً، يدعو الى ضرورة توجيه ضربة مبكرة إلى إيران على خلفية برنامجها النووي، حزب الليكود بطبيعة الحال، رفض دخول غريب منافس إلى قائمته الانتخابية القادمة. في الأسابيع الأخيرة، وصل التوتر بين الحليفين، باراك ونتنياهو، إلى أشده، وأيضاً حول الملف الإيراني، إذ ان الأول اتهم الثاني، بأنه من خلال اشتراطه تحديد خطوط حمراء، لا يجب تجاوزها زمنياً، على الولايات المتحدة، بهدف توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، الثاني اتهم الأول من أنه حرض إدارة أوباما على عدم الاستماع إلى اشتراطات الثاني حول الخطوط الحمر وطابعها الزمني، وان هذا التحريض قد بلغ ذروته عندما التقى باراك مؤخراً في واشنطن مع حاكم شيكاغو رام عمانويل المقرب من أوباما، وأوعز إليه بضرورة عدم التزام واشنطن بأي خطوط حمراء يطلبها نتنياهو، وحدث أن إدارة أوباما، أكدت مجدداً على موقفها برفض أي خطوط حمراء بهذا الشأن، كل المؤشرات تؤكد أن ذلك تم بتحريض وطلب من باراك على الرغم من اتفاقه مع نتنياهو على ضرورة توجيه ضربة عسكرية إلى إيران.. ولكن بدعم أميركي واضح. وزراء الليكود يؤكدون أن الموقف الأميركي يعود في أساسه إلى موقف باراك، الذي حرض إدارة أوباما، من خلف ظهر نتنياهو حتى لا تقبل بخطوطه الحمراء تلك، خاصة وأن باراك، لم يقدم تقريراً عما دار في اجتماعه مع رام عمانويل، في حين ان رجال باراك يردون بالقول، انه ليس هناك تقليد أو عرف بموجبه يتم اطلاع وزير الدفاع رئيس الوزراء بكل لقاءاته التي تبحث فيها علاقات إسرائيل بالولايات المتحدة. إلاّ أن بعض الخبراء في ميدان السياسة الحزبية في إسرائيل، يعيدون الخلاف إلى ما قبل "الخطوط الحمراء" بين باراك ونتنياهو، ويشير هؤلاء إلى أن وزير المالية يوفال شتاينتس، ومنذ بضعة أشهر وهو يحذر نتنياهو، من أن باراك يعتزم قرصه بعدما فشل في الحصول على مقعد مضمون في قائمة الليكود، وانه ـ باراك ـ يعتزم التميز في موقفه لينال رضا الإدارة الأميركية ويتم دعمه ودعم كتلته لصالح استمراره في الميدان السياسي في إسرائيل على حساب نتنياهو والليكود. وزير الصناعة والتجارة شالوم سيمحون ـ كتلة الاستقلال ـ هو الذي تكفّل بالرد على اتهامات زعيمه باراك بتوتير العلاقات بين نتنياهو والإدارة الأميركية، مشيراً إلى أن سبب تحريض نتنياهو يعود بالفعل إلى موقف وزير المالية يوفال شتاينتس من الكتلة وباراك تحديداً، واصفاً إياه بالكلب المدلل لنتنياهو!! الأمر الذي فجر الموقف بشكل لا يمكن تداركه بحيث بدأ الحديث عن إقالة باراك من حكومة الائتلاف برئاسة نتنياهو، عملاً بنصيحة وزير الخارجية ليبرمان، الذي بات في موقف ثأري من باراك، خاصة بعدما لعب الأخير دوراً "بديلاً" لوزير الخارجية في كثير من العواصم والمحافل الدولية، التي كانت منزعجة من أسلوب ليبرمان الدبلوماسي الوقح، وبعدما ندد باراك بتصريحات ليبرمان حول السلطة الفلسطينية وقيادتها، أبو مازن تحديداً، في حين أشار باراك، الى أن أبو مازن الشريك الأفضل لإسرائيل، وان ليبرمان "لا يمثل موقف الحكومة"! ليبرمان يريد الإطاحة بباراك، ولن ينتظر الانتخابات المبكرة، بل إطاحة مبكرة بباراك قبلها، وهو ـ ليبرمان ـ الذي لا يفضل انتخابات مبكرة على خلفية عدم التوافق حول مشروع ميزانية الدولة العبرية، أشار بوضوح إلى أن هناك فرصة لدى نتنياهو كي يقيل باراك من الحكومة، ويتم القضاء عليه سياسياً دون انتظار لأية انتخابات تشريعية مقبلة، وعلى الأغلب فإن ليبرمان يعلم أن قراراً فعلياً بتبكير الانتخابات قد تم اتخاذه فعلاً، وان عدم الوضوح من قبل الليكود ورئيسه حول هذا الشأن يعود إلى تفويت الفرصة على المعارضة وعدم منحها وقتاً إضافياً للاستعداد للانتخابات، ليبرمان الذي لا يفضل هذه الانتخابات على خلفية أزمة الميزانية يقول إن من يظن أن الأموال ستتوفر بعد إجراء الانتخابات المبكرة مخطئ جداً. في اللقاء الذي عقد يوم الجمعة الفائت بين نتنياهو وليبرمان، للنقاش حول الميزانية، من المؤكد أن يكون قد بحث التوتر بين نتنياهو وباراك، وكانت هناك فرصة لليبرمان لتحريض رئيس الحكومة لطرد باراك وإقالته من الحكومة، خاصة بعدما قال ليبرمان في حديث أجرته معه إذاعة الجيش الإسرائيلي، ان نتنياهو بريء من تهمة الإضرار بالعلاقة مع الولايات المتحدة، وانه كان شاهداً على الحديث الذي جرى بين نتنياهو والرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارة الأمم المتحدة ["عكا اون لاين" 4/10/2012] مع العلم، انه لم تتم أية مقابلة من قبل الرئيس الأميركي مع أي رئيس أو زعيم خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً، رغم كافة الضغوط التي مورست عليه للقاء نتنياهو، فكيف كان ليبرمان شاهداً على اجتماع لم يحدث أبداً! Hanihabib272@hotmail.com www.hanihabib.net