خبر : هو الذي بدأ/بقلم: اريئيلا رينغل هوفمان/يديعوت 4/10/2012

الخميس 04 أكتوبر 2012 01:30 م / بتوقيت القدس +2GMT
هو الذي بدأ/بقلم: اريئيلا رينغل هوفمان/يديعوت 4/10/2012



 لن تُغير أية لفافة تختارونها – من السيلوفان الشفاف الى البريستول الاسود الذي لا ينفذ الضوء اليه – لن تُغير المضمون: فالنزاع الناشيء بين رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع باراك خطر على أمننا. لا احتمال ولا بصورة مجازية ولا في الغد فصاعدا بل هو عملي ومن أمس. فلو ان هذا حدث في النرويج لكان يمكن ان يكون مسليا باعتبارهما رجلين شيخين يتشاجران مثل بنات في الصف السابع. "فعل بي ذلك" و"فعل بي ما هو اسوأ"، وتحدق بهما مجموعة من المشجعات من حاشية الطبقة "أريها أريها". لا شيء يُذكّر حتى بشجار بنين باسلوب "انتظرني في الملعب بعد الدراسة". انها تصفية حساب سخيفة من النوع الذي يجعل المواطن البسيط يفتح عينيه بسببها واسعتين. هل يمكن ألا يكون هذان الاثنان قادرين على الاجتماع وحدهما وأن يُبعدا من الغرفة المتملقين الذين يتغذون على نزاعات يغطيها الاعلام تغطية شديدة وان يُصفيا، واعذروني على هذا التعبير، كالرجال، الامر بينهما؟. لا يعني أننا لم نرَ امورا مشابهة حتى في الماضي القريب. لكن حقيقة ان هذه الخصومة موضوعة في جدول عملنا منذ يومين وتجتذب اليها، وهذا في غير مصلحتنا، متحدثين ومساعدين ومؤيدين محتملين ومؤيدين بالفعل، أمر مقلق. ليست التفصيلات مهمة حقا. كان يمكن انهاء الامر باستعمال صيغة استعملتها صديقتي الطيبة ف. في كل مرة كان ابناها يتشاجران فيها ويأتيان اليها لتقضي من المحق بينهما. فقد كانت تقول "أُدخلا غرفتكما، ومن خرج سالما كان هو المحق". كيف يُحذر وزير المالية يوفال شتاينيتس رئيس الوزراء من ان باراك سيلدغه في شأن الميزانية؟ ربما لا يعلم وزير المالية التفريق بين صراع شرعي يقوم به وزير، أي وزير، في مواجهة الاقتطاع من ميزانية وزارته وبين ما يُعرفه بأنه "لدغ". وقد يكون نتنياهو سيد الخطوط الحمراء لا يعلم كم تكلف الحرب ولا سيما اذا كانت تجري على مبعدة آلاف الكيلومترات من هنا وفي قلب اسرائيل في نفس الوقت. أمن المحتمل ان يُفسد الاثنان، باراك ونتنياهو وذكاؤهما فوق المتوسط – وأقول هذا بغير شيء من التهكم – الامر لأنه لا يوجد قربهما شخص ما مختص بعلاج الأنا الغاضبة؟. في القرن الواحد والعشرين ايضا مع اعلام متغلغل يتغذى على التسريبات الدائمة، تبقى معلومات كثيرة سرية وهي ليست جزءا من الخطاب العام. ولما كان الامر كذلك ولما كانت بطبيعة الامر تتناول شؤونا حرجة بالنسبة لوجودنا، فان التفكير في ان المطلعين على السر لن يستطيعوا التباحث في الامور من غير ان يُدخلوا الاهانات الشخصية والشكوك والعداء أمر لا يطاق. قبل أقل من اسبوع كانت الذكرى السنوية لحرب يوم الغفران. وهي مثل زلزال فظيع ما تزال أمواجها الارتدادية تضربنا منذ 39 سنة وتكشف عن الثمن الفظيع الذي دفعه جنودنا في ميدان القتال لأن جنرالات لم ينجحوا في التغلب على الحاجة الى ان يُبين بعضهم لبعض من يملك الأكبر ومن هو رب البيت هنا. كان عدد من حروب اسرائيل الاخيرة يتم بصورة مختلفة تماما لو لم يكن من أداروها مصابين بنفس الارتياب ونفس بلادة الاحساس التي لا تُمكّن من الاستماع الى صوت آخر، الاستماع والاستيعاب. بقي اربعة اشهر ونصف حتى الانتخابات التالية مع افتراض أنها ستُجرى في شباط 2013. وهذا زمن كثير جدا عندنا، ومع كل الاحترام لحروب اليهود التي يتوقع ان تنشأ هنا من اجل التمايز والتمييز، والاتصال والانفصال، توجد ايضا دولة تحتاج الى البقاء. وافتراض ان الاجهزة أقوى من رؤسائها مع قدرة ممتازة على تحمل معارك شوارع من النوع الناشيء متفائل جدا. وهو متفائل كثيرا مثل الفكرة التي تجعل الرؤوس لا حاجة اليها وتترك الآلة تعمل كما تعرف العمل من غيرها.