خبر : العاصفة ما بعد الهدوء/بقلم: آفي يسسخروف وعاموس هرئيل/هآرتس 25/9/2012

الثلاثاء 25 سبتمبر 2012 01:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
العاصفة ما بعد الهدوء/بقلم: آفي يسسخروف وعاموس هرئيل/هآرتس 25/9/2012



ما كانت ذات مرة حدود سلام، هي الان الحدود الاكثر عصفا التي يصدى لها الجيش الاسرائيلي. فالحادثة التي وقعت ظهر الجمعة في الحدود المصرية، قرب جبل حريف، والتي قتل فيها الجندي من الجيش الاسرائيلي، العريف أول نتنئيل يهلومي، وثلاثة مخربين هي حادثة قاسية ثالثة في المنطقة في غضون ثلاثة اشهر: سبقها موت مواطن عربي اسرائيلي بالنار على العمال الذين يقيمون الجدار في منطقة كديش برنيع في حزيران، وبعدها العملية المشتركة الكبيرة، على جانبي الحدود، في كرم سالم في بداية آب. المخربون الثلاثة الذين قتلوا، بفضل التعزيز السريع للقوات من سلاح المدفعية ومن كتيبة المشاة "كركل"، جاءوا لتنفيذ ما وصفه الجيش بانه "حملة قتل". وحسب المعدات التي في حوزتهم – حزام ناسف، بنادق كلاشينكوف، قذيفة آر.بي.جي، يبدو أنهم اعتزموا ضرب العمال في مشروع الجدار والقوات التي تحرسهم. حقيقة أنه في هذه المنطقة لم ينتهِ العمل على إقامة الجدار تسهل عمليات التوغل – وبشكل مفعم بالمفارقة بالذات الاشغال في المكان هي التي تجذب انتباه منظمات الارهاب، وذلك لان العمال مكشوفون نسبيا. وحتى بعد أن يستكمل الجدار – الاعمال الاخيرة، في مدخل ايلات، ستنتهي في بداية 2013 – مشكوك أن تتوقف هذه المحاولات. فلا يوجد جدار حدودي حصين تماما من أعمال التوغل ومفهوم ايضا أن الجدار لا يمنع اطلاق صواريخ الكاتيوشا نحو منطقة ايلات. ويتعلق عنق الزجاج الاساس من ناحية اسرائيل بالاستخبارات: حتى ثورة التحرير في مصر في كانون الثاني 2011 وكثرة العمليات من الحدود، كانت شبه جزيرة سيناء في أولوية متدنية في نظر أسرة الاستخبارات الاسرائيلية. وإن كان مزيد من المقدرات قد نقلت منذئذ غربا، إلا أن خلق شبكة مصداقة من جمع المعلومات يستغرق زمنا طويلا، ولا سيما عندما يكون في الطرف الخصم توجد خلايا اسلامية صغيرة ومتطرفة، يصعب التسلل في صفوفها. منذ العملية في آب 2011، والتي قتل فيها ثمانية اسرائيليين في عين نتافيم، وسع الجيش الاسرائيلي الحراسة على طول الحدود المصرية وبعث بمزيد من القوات للمرابطة هناك. ومع ذلك، يبدو ان كثرة محاولات العمليات مؤخرا سيلزم الجيش بان يخصص لهذه الجبهة مزيدا من الوحدات بنوعية أعلى ايضا. حدود غزة وحدود لبنان تعتبران أكثر حساسية، بسبب قربهما من تجمعات سكانية واسعة، ولكن في كل ما يتعلق بكثافة الاحتكاك، فان الجبهة المصرية هي الان الجبهة الاسخن التي يتصدى لها الجيش الاسرائيلي.اخطارات بعمليات من سيناء الى داخل الاراضي الاسرائيلية تصل كل الوقت: فيوم الاربعاء فقط قتل سلاح الجو نشيطين اسلاميين في رفح، حين كانا يعملان على اعداد عملية خطط لها على ما يبدو ان تنفذ من سيناء الى اسرائيل. وحسب التقارير التي لم تتأكد رسميا في مصر، فقد كانت العملية انتقاما اسلاميا على تصفة نشيط كبير في سيناء في انفجار قبل نحو شهر، العملية التي تعزوها الفصائل المتطرفة الى اسرائيل. سيناء هي الان منطقة مقلقة من عدم الاستقرار. العمليات من الحدود المصرية تعرض للخطر ايضا الهدوء النسبي جدا السائد بين اسرائيل وقطاع غزة في الاشهر الاخيرة وكذا وضع العلاقات المتهالك على اي حال بين القدس والقاهرة. فبعد العملية في منطقة كرم سالم، والتي قتل فيها متطرفون اسلاميون 17 شرطيا مصريا، أعلنت القاهرة عن حملة واسعة لتصفية شبكات الارهاب في سيناء. في اسرائيل يأخذون الانطباع بانه كانت لهذه الخطوة مجرد منفعة قليلة فقط. في الاسبوع الاخير توجد تقارير عن اشتباكات شبه يومية بين الجيش المصري وخلايا مسلحة في سيناء، ولكن في معظم الحالات الخلايا هي التي تبادر الى الاحتكاك. وقبل يومين فقط أعلنت قوات الامن المصرية في سيناء عن حالة تأهب عالية، بسبب التخوف من عملية ضدها. في نهاية الاسبوع ادعى أحد مستشاري الرئيس المصري محمد مرسي بانه حان الوقت لفتح الملحق الامني في اتفاق السلام مع اسرائيل، بهدف السماح لمصر لمزيد من حرية العمل في سيناء. بل ان الرجل الذي يعتبر مقربا جدا من الرئيس ادعى بان مرسي سيتخذ خطوة كهذه في غضون وقت قصير. مدى مصداقية هذه الاستعدادات ليس واضحا، ولكن طلب فتح الاتفاق ينطلق كل الوقت في الخطاب العام في القاهرة، دون صلة مباشرة باتساع عدد العمليات على الحدود.في العملية أول أمس كان جانب جديد: الاستخدام الذي أجراه المخربون لمجموعة المهاجرين من افريقيا، التي عُني جنود المدفعية الذين تعرضوا للهجوم لمنع دخولهم الى اسرائيل. يمكن الافتراض بانه سيكون هناك من يسعى الى استغلال تفاصيل هذه الحادثة كي يشدد على الخطر الامني الذي يحدق زعما من الافارقة. وهذه بالتأكيد ليست الحالة ذات الصلة بذلك: فلا يوجد أي دليل على التعاون بين الافارقة وخلايا الارهاب. التفسير الاكثر معقولية هو أن اعضاء الخلية لاحقوا انتشار قوات الجيش الاسرائيلي في المنطقة، تعرفوا على عادات نشاطها ونقاط الضعف فيها – واستغلوا ذلك على افضل ما يستطيعون.