خبر : البيضة والخروف وحساب الربح والخسارة !!!!..اياد السراج

الثلاثاء 11 سبتمبر 2012 08:47 م / بتوقيت القدس +2GMT
البيضة والخروف وحساب الربح والخسارة !!!!..اياد السراج



لم يثر حديث ابو مازن الاخير كثيرا من الاعجاب بل كثير من الاستعجاب والاسئلة حيث جاء حديثه خاليا من  الاجابات بل ظهر وكانه قفزة غير محسوبة في الهواء . هاجم ابو مازن الرئيس المصري الذي يسعى لاستعادة دور مصر  وتغيير منظومة العلاقات في المنطقة لصالح القضية العربية والفلسطينية ، فهل كان من الحكمة ان نخسر هذا الرجل والحكم الديمقراطي الجديد في مصر.؟ وقال ابو مازن في إهانة متعمدة  ان هنية ليس رئيس وزراء مقال او غير مقال وبعجرفة زائده ان حماس تعطل المصالحة !  فمن المستفيد من وئد مشروع المصالحة والوفاق وخسارة الوطن؟ والمثير أيضاً هو حديثه عن الربيع الذي وصلنا وكيف انه يتعاطف مع الاحتجاجات الشعبية ضد السلطة والغلاء كأنه احد المتفرجين وكأن الانحياز للربيع على شاشة التليفزيون والتعاطف مع المحتجين يعفي المسؤول الاول من المسؤولية ! فيذكرنا بما حدث في مصر وليبيا وتونس! صرخة إيهاب ابو ندى الذي حرق نفسه في غزة ما زالت مدوية في وجه كل الحكومات والسلطات ولا يجب الاستخفاف بمشاعر الناس وكان الموضوع هو اننا نشاهد فيلما سينمائيا ونعلق عليه!!!  ابومازن قال انه اول من يتحمل المسؤولية فما معنى ذلك؟ ماذا يعني تحمل المسؤولية؟ حينما يعلن اي مسؤول في دولة محترمة عن تحمله المسؤولية فإنه يقدم نفسه للتحقيق او يتنحى او يتم تنحيته. عبد الناصر زعيم الامة العربية اعلن انه المسؤول الاول عن نكسة ١٩٦٧ وقرر التنحي وكنت وقتها في مصر وخرجت مع الطلاب الفلسطينيين لننضم الى الملايين المطالبة بعودة عبد الناصر. كلينتون اعلن اعتذاره عن الكذب لانه كان مهددا باجراءات الاتهام وقبله تم توقيف نيكسون عن عمله كرئيس للولايات المتحدة بسبب كذبه ابو مازن قال اشياء غير مفهومة مثل ان التنسيق الأمني مع اسرائيل  يعمل لمصلحتنا!! لانه يسهل حياتنا !! هل معنى ذلك ان الرئيس لا يدري ان التنسيق الأمني يعني إعطاء معلومات للاحتلال وتنفيذ طلبات اعتقال .وملاحقة وإقفال مؤسسات. الخ؟، ام انه يدري وتلك مصيبة اكبر! وقال كلاما غريبا في حق النضال من اجل التحرير، واذكر كيف وصف المحاولات لفك الحصار البحري عن غزة بالتافهة ولا ننسى ما وصف به المقاومة ! وحين يعتبر ابومازن نفسه مسؤولا ، فما الذي يقصده؟ هل هو مسؤول عن غلاء الاسعار؟ ام انه مسؤول عن سياسات السلطة لانه رئيسها ام انه مسؤول عن اتفاق اوسلو لانه كان اكبر مهندسيه؟ وهنا نسترشد بيوسي بيلين ،رجل إسرائيلي ذو ضمير وايضا كان احد مهندسي أوسلو ، وهو الذي نصح ابو مازن قبل ايام في خطاب معلن بأن أوسلو فشلت وان السلطة اصبحت عبئا على الفلسطينيين وأنها تخدم اسرائيل فقط وتجعل الاحتلال مجانيا وانه لهذا السبب قام نتنياهو بالطلب من الكونجرس الامريكي إرسال الاموال للسلطة! وانه لذلك ينصح  ابو مازن بحلها! وحين يعتبر ابو مازن نفسه مسؤولا فهل يقول لنا ما هي مسؤوليته عن الفلتان الأمني في غزة والانقلاب على التجربة الديمقراطية مما ادى الى سيطرة حماس بالقوة ! ابومازن  يطالب اليوم بالانتخابات ولا يقول لنا ماذا سيكون موقفه لو فازت حماس  او التيار الثالث او غيره و  هل سيحترم النتيجة هذه المرة؟  لقد صرح ابو مازن بأن الأنفاق مثل بيضة الذهب لحماس وهو يطالب بإغلاقها لكنه لا يطالب بفك الحصار عن غزة او يقوم بالخطوة الجريئة وهي ان يأتي الى غزة ويعلن تشكيل الحكومة منها. وما هي حكاية الاسطوانة المشروخة بان السلطة تنفق ٤٨٪ من ميزانيتها على غزة وكأن غزة فيها شعب مارق وشيطان رجيم مع رسالة مؤداها ان غزة عبئ، وانه جاء الوقت للتخلص منها !، هل اصبحت غزه هي المشكلة الاقتصادية أيضاً؟وهل كانت الخطة التي قامت عليها السلطة مخصصة للضفة الغربية  فقط؟ وهل تقدم الدول المانحة الاموال للسلطة بشرط إنفاقها في جنين ونابلس ورام الله فقط؟ ألم تتقدم هذه الدول في شرم الشيخ ٢٠٠٩بوعود فاقت توقعات السلطة لإعمار غزة؟ هل كانت حينئذ غزة جزأ من الوطن ولم تعد كذلك اليوم؟  ان الخطورة في تكرار هذه التصريحات انها تستفز اهل غزة بانتمائهم وتدفع في اتجاه الانفصال او اقامة الامارة الاسلامية كما يذهب ابو مازن . هل فكر فوق كل ذلك في شعور المواطن وتأثير هذه الموشحات عليه؟ هل يريد ان يشعر المواطن في الخليل مثلا انه بالتخلص من غزة فإن الغلاء سينتهي وربما سينتهي الاحتلال ونقيم الدولة في الضفة ويعم الرخاء. ؟ هل هذا وعد ام انه هروب من مواجهة الحقيقة؟ الم يكن الافضل من كل ذلك الهرج المهين يا ابومازن ان تأتي الى غزه وتعلن الحكومة منها وان تأخذ المثل من ياسر عرفات الذي أصر على الذهاب عبر الظلام والخطر الى طرابلس حين كان يهددها جيش الاسد ؟ وماذا عن فياض ؟ هذا الرجل الذي يقف اليوم في عين العاصفة ، أليس هو نفسه رئيس حكومة ابو مازن  الذي كان يفتخر بإنجازاته  وهو يبني مؤسسات الدولة ؟ لقد عرفت سلام فياض منذ زمن طويل وواكبت دأبه وإصراره على ضبط إنفاق السلطة والشفافية منذ عهد ابو عمار وعملت معه ضمن عدد من المخلصين لحل مشاكل كثيرة نتجت عن الانقسام مثل أزمة الدواء وتحويلات المرضي وأزمة الكهرباء وقضية جوازات السفر الممنوعة عن غزة ومحاولة فك الحصار بفتح معبر رفح  اضافة الى قضايا الحريات وحقوق الانسان وعشرات القضايا الانسانية وكان في كل ذلك متقدما في تفكيره واستعداده لوضع حلول عملية . اختلف مع فياض في الكثير ولكني لا اتهمه في ذمته الوطنية ولا يحق ذلك لاحد ضد اي شخص لكن السؤال الكبير لماذا لا نستغل قدرات هذا الرجل وهو من اصحاب النظرية والاجتهاد بدلا من ان نخسره؟ كنت اتمنى ان يقوم فياض بدور في الوفاق والمصالحة لكنه لم يفعل خوفا من صدام مع الرئاسة وترك ذاك الملف الأهم لها وكان ذلك في نظري خطأ كبيرا. وأرجو ان يعطي هذا الموضوع الأهم ما يستحقه من جهد. وفي ملفات اخرى  لم يكن يملك كل الحلول والصلاحيات ولم تكن حكومة حماس تتعاون في كل الملفات وكانت الرئاسة تعارض بعض الحلول المقترحة خاصة فيما يتعلق بالحصار على غزه او المصالحة كذلك ان بعض الأجهزة الأمنية تتذرع بأنها تابعة للرئاسة وكأنها فوق المسائلة .  لكن ؛ الم يكن فياض عنيدا مع الإسرائيليين حتى انتزع حق البناء والتطوير في مناطق c؟ الم يقم بإقامة وافتتاح مئات المشاريع وكان الكل مشاركا في الاحتفال وعلى راسهم ابو مازن؟ الم يكن فياض وراء الدعوة لمقاطعة بضائع المستوطنات ؟  اين الوفاء وأين الموضوعية؟ ام ان فياض اصبح وكأنه خروف العيد نغذيه ونسمنه تمهيدا لذبحه خاصة ولانه تجرأ بتقديم نفسه  منافسا محتملا على الرئاسة؟! انني ارفض تجريحه واستغلال الظرف الاقتصادي البالغ الصعوبة والتعقيد من اجل تحقيق بعض المكاسب الفردية لمن يقف وراء هذه الحملة ضده.  ان المعركة يجب ان تكون ضد الاحتلال وتبدأ بالمصالحة ولهذا فقط أني ما زلت ادعوه هو واسماعيل هنيه  وخاصة ابو مازن للتنحي وتسليم الملف لمنظمة التحرير من اجل تشكيل حكومة وفاق  وإعادة الحياة لمشروع التحرير الوطني ومقاومة الاحتلال ضمن رؤية يجتمع عليها الشعب الفلسطيني ويشترك في صياغتها قيادات من حماس وفتح والفصائل الفاعلة وأصحاب تجربة مثل فياض ومثقفين وأصدقاء.