خبر : الذكرى وما تفيد!! ...رفيق احمد علي

الثلاثاء 04 سبتمبر 2012 11:44 م / بتوقيت القدس +2GMT
الذكرى وما تفيد!! ...رفيق احمد علي



ذكرى وأيُّ ذكرى؟ وهل علينا فقط أن نتذكر ونعيد الذكرى ونذكّر؟ وما يجدينا أن نعيد رسم التاريخ وتصوير الحدث، وتثبيت الجريمة والبكاء على الجدَث؟ تارةً بالشعر وأخرى بالصورة والفيلم! أم يكفينا أن نسوّد صفحات الصحف لمن لا يقرأ، وإن قرأ فقد لا يستوعب وإن استوعب فقد لا يملك قرار التغيير، وإن ملك فقد منعه مانع، وقيّد خطوه كونه التابع! ها تعود ذكرى حريق الأقصى على يد المجرم الصهيوني(روهين) حفيد الضالعين في الإجرام وقتلة النبيين بغير حق ، بل مأمورهم الذي نفذ لهم ثم غطوا على عمله الإجرامي وعملهم بادّعاء جنونه، وما هو إلا جنون القتل والعدوان واستلاب حقوقنا وتخريب مقدساتنا! فإذا كان العرب وبصفتهم الإسلامية لم يجمعهم الحدث في حينه للرد والاشتفاء ـ الأمر الذي كانت تخشاه وزيرة خارجية كيان العدو (جولدامائير) يومئذٍ بحيث أبعد النوم عن عينيها ـ فهل ينتظر من ذكراه موقظاً للنائمين بعد نوم السنين؟ ألا يا عرب! ألا يا مسلمون! ألا يا شعوب.. سلمت أمرها لحكامٍ تابعين مأجورين، واكتفى عامتها بالجلوس خلف مكاتبهم منفذين لما خُطط لهم من أعلى، أو غنّى بعضهم أو رقص آخرون، مهللين للحاكم التابع أو الأجنبي الدخيل.. حتى إذا قام ربيعكم الثوري في بعض بلادكم ينادي بتحريركم ورحيل حكامكم جاء بعده صيفٌ فخريف، ثارت فيه زوابع وحومت طيور؛ ليأتي الشتاء بالأمطار فيخمد الزوابع ويلجئ الطيور إلى الأوكار! ويعود إليكم صمت القبور، ولا يرتفع هنا وهناك إلا أصوات الأحزاب المتنافسة على كراسي الحكم وقصور الرئاسة! ويظل الجرح الغائر ينزف .. والأقصى يرفع صوت أذان.. تسمعه تُغضي الآذان! ويظل الجرح النازف يهتف: أين الثورة أين الثوار؟ من يأخذ لي بالثار؟ يخرج صوتٌ من عمق الأعماق يقول: هلموا جند الله هلموا .. من يسمع لا يركع.. إلا في خيبرَ خلف المدفع! وإلا ففل لي: ماذا فعلت كل المؤتمرات؟ أم ماذا فعلت سوى ذلك الصوت الأصوات؟ من مؤتمر إسلامي يعقد كل عام.. إلى لجنة تسمي نفسها" لجنة إنقاذ القدس" يئست حتى من الاجتماع والانعقاد! أم ماذا ينتظر مما في طريقه للانعقاد: ما يسمى بمؤتمر عدم الانحياز؛ لو كنا رأينا ثماراً له على مدى خمسين أو ستين من السنين؟ وما أمكنه أن يفعل بأصواته التي تضم مئة وعشرين دولة أو أكثر أمام أمريكا وحلفائها بأصوات صواريخهم ومدافعهم لما ضربوا العراق وغيرها، بل أمام صوت الفيتو الذي يخرس جميع أصواتهم ولو اجتمعت! نحن بحاجة إلى تحالف عربي إسلامي يستطيع أن يتصدى ويقف بإمكانياته الاقتصادية الهائلة وقوته العسكرية المطورة، وأعظم من ذلك وأرسخ قوته الإيمانية بالله تعالى الذي ينصر من ينصره في وجه أمريكا وحلفائها.. لا بحاجة إلى أرقام من دول تحسب كأصفار على الشمال أمام القوى الدولية المتحالفة عسكرياً، وتخفض الرأس ذليلة أمام حق الفيتو المكتسب للخمسة المتجبرة فقط! ودعيك يا إيران من حذو من قبلك على الطريق وفي المكان دونما وصول ولا إمكان؛ وأنت بلد الثورة التي قامت بشعار الإسلام والحكم الإسلامي والوحدة الإسلامية.. فأكملي واستكملي، ولو وضعت يدك في يد باكستان أو تركيا كما لبنان وسورية مرةً خيرٌ من أن تضعيها ألف مرة بيد من لم يأتوا ثمّ بإنجاز أكثر من عدم الانحياز! وما أسوأه خبراً وما أقبحه منظراً تقاتل غرابين على " كشكات " ناس!