خبر : ايران: تقديرات نتنياهو وبيغن/بقلم: ايلي حزان/اسرائيل اليوم 29/8/2012

الخميس 30 أغسطس 2012 03:02 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ايران: تقديرات نتنياهو وبيغن/بقلم: ايلي حزان/اسرائيل اليوم  29/8/2012



 تقديرات انتخابات وأنا – هذا هو روح الكلام الذي يظهره انتقاد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتعلق بنيته الهجوم على ايران. والرسالة المركزية التي تتضمنها هذه الدعوى ان نتنياهو فشل في عمله ووجد له هدفا مريحا يشتغل به كي يصرف الانتباه. وتقديرات الانتخابات والأنا هي روح الكلام الذي أظهره النقد الذي وجه على رئيس الوزراء مناحيم بيغن بعد ان استقر رأيه على مهاجمة العراق. ان النظر في وسائل الاعلام آنذاك وفي مقاطع مصورة يبدو في أبرزها رئيس المعارضة شمعون بيرس يتهم بيغن بأن القصف هو "من اجل الانتخابات فقط"، يعبر تعبيرا واضحا عن هذا الشأن. ان المشكلة الرئيسة في زعم معارضي بيغن آنذاك ونتنياهو اليوم هي تجاهلهم قضية الاخلاص والايمان الجذري بضرورة الأمر، هذا الى كون الدعوى دعوى فارغة. ولماذا؟ لأنها تخفي حقيقة ان فشل الهجوم قد يفضي الى فشل في الانتخابات. لو ان نتنياهو كان هازلا يبتغي الدعاية لامتنع عن الاشتغال في المشكلة وأجلها الى لا نهاية. ويشبه ذلك دعوى ان الحديث عن تقدير سياسي من قبل بيغن والذي بدا في ذلك الوقت داحضا لأن جيمي كارتر قبل العملية في العراق بزمن قصير خسر في الانتخابات في الولايات المتحدة بسبب عملية جيشه الفاشلة لانقاذ 52 رهينة احتُجزوا في طهران. ان بيغن الذي رأى مثال كارتر لم يحجم برغم أنه قيل له بصراحة ان هناك احتمال ان تفشل العملية وألا يعود طياران على الأقل كان يفترض ان يكون أحدهما ايلان رامون. ولذلك فان التقديرات المؤيدة والمعارضة متشابهة وإن لم تكن متماثلة. وكذلك الظروف السياسية ايضا، فقد كانت آنذاك ايضا مواجهة مع الادارة الامريكية وعارض قادة المؤسسة الامنية آنذاك ايضا وزعم اليسار آنذاك ايضا ان الحديث عن تقديرات انتخابية. يحسن ان نفحص مرة ثانية عن معارضة اليسار. ولماذا؟ لأنه حينما يهاجم اليسار عسكريا تصمت ربات الشعر. ويُسأل سؤال: لماذا حينما يهاجم اليسار عسكريا يكون ذلك اجراءا موضوعيا لا سياسيا؟ لأن الأخطار هي نفس الأخطار، لكن الصمت الاعلامي والتأييد المصاحب احيانا يكون هادرا ولا يكون هو وحده هادرا بل ان قادة المعسكر الوطني ايضا لا يؤثرون تأثيرا سيئا في الروح المعنوية. هذا ما كان مثلا حينما قاد بيرس ورابين عملية يونتان التي كانت فيها مخاطرة كبيرة. وقد أيدهما بيغن حينما قال: "نحن في هذا الأمر معا حتى لو فشلت العملية لا سمح الله". وهذا ما كان ايضا حينما خرج شمعون بيرس في العملية العسكرية "عناقيد الغضب"، قبل شهر ونصف من انتخابات 1996 حينما كان مرشحا متقدما لرئاسة الوزراء. لم يُزعم آنذاك ان الحديث عن تقديرات انتخابية. وقد أيد نتنياهو الذي كان رئيس المعارضة آنذاك بيرس برغم انه علم ان هذا التأييد قد يكلفه ثمنا في الانتخابات. وأيد نتنياهو ايضا اولمرت حينما قصف هذا الاخير المفاعل الذري السوري في ايلول 2007. ولا حاجة الى ان نذكر ان صوت المنتقدين اليوم لم يرتفع في هذه الحالات المذكورة. اخطأ بيرس والمعارضون قبل 31 سنة، وهم يخطئون اليوم ايضا. ويجب على نتنياهو ان يختار هل ينفذ "مبدأ بيغن" بهدي من تشرتشل وتاتشر وريغان أم يُتذكر باعتباره متابعا لنهج تشمبرلن وسياسة الغرب المستكينة.