خبر : ليبرمان صوت إسرائيل الحقيقي ..بقلم: عبد الناصر النجار

السبت 25 أغسطس 2012 10:24 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ليبرمان صوت إسرائيل الحقيقي ..بقلم: عبد الناصر النجار



تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الداعية إلى التخلّص من الرئيس محمود عباس باعتباره عقبة في وجه السلام، وأنه يمارس الإرهاب السياسي بحق إسرائيل ليست غريبة، بل الغرابة تكمن في أولئك المصدومين من هذه التصريحات. ليبرمان القادم من الاتحاد السوفياتي السابق والمحمل بأطياف العنصرية مشكلته أنه لا يمارس مبدأ "التقية" كغيره من المسؤولين الإسرائيليين، بل هو يعبر بلسان غالبية الجمهور الإسرائيلي، هذا الجمهور الذي لا يرى في الفلسطينيين إلاّ مجموعة من الغرباء "الغوييم" الذين يجب التخلص منهم بكل الوسائل المتاحة. ليبرمان الدبلوماسي الذي يفتقر إلى الدبلوماسية، يعكس صورة مجتمع إسرائيلي أصبح قائماً على مبادئ التعصّب والتطرّف والعنصرية، يضاف إلى ذلك مبدأ نقاوة وتفوق اليهودي. الغالبية المطلقة من الإسرائيليين ينظرون إلى الفلسطينيين بأنهم مجموعات رعوية تعيش مع الجِمَال، غير حضاريين، بمعنى آخر هي الصورة النمطية لأفلام هوليوود عن العرب، وهذه النظرة هي نتاج ثقافة صهيونية تبدأ من صفوف الحضانة ولا تنتهي في المنهاج الجامعي. بمعنى آخر أن الصورة النمطية هي من تكريس القيادات الصهيونية لهذه الثقافة على مدار عقود طويلة ابتداءً من هيرتسل الأب الروحي للحركة الصهيونية وبن غوريون وغولدا مئير ومناحيم بيغن وأريئيل شارون وايهود باراك وبنيامين نتنياهو وليس انتهاء بالمأفون ليبرمان. الفلسطيني لم يسلم من وصفه بالحشرة والحيوان والإرهابي والقاتل. وهذه الأوصاف لم ترد على لسان أبناء الشوارع "السفارديم" (اليهود الشرقيين)، كما يحاول البعض من القيادات ورجال الإعلام الإسرائيليين تصوير ذلك.. بل على لسان قيادات إسرائيلية من الصف الأول على مدار سنوات الاحتلال لكل أرض فلسطين. عودة إلى تصريحات ليبرمان فهي تأتي في إطار محاولات يائسة للحد من الاختراق والنجاح الدبلوماسي الفلسطيني ولو كان بطيئاً، وبالتالي أصبح أبو مازن عقبة حقيقية أمام الدبلوماسية الإسرائيلية التي تجد نفسها خلال سنوات مضت في موقف دفاعي خالص.. بل انهيار في بعض الأحيان.. وانتقادات حادة من دبلوماسيين إسرائيليين في الخارج لوزارة ليبرمان. المشكلة عند الإسرائيليين هي أن "أبو مازن" يتحدث بلسان واحد وخطاب واحد لم يتغير منذ تولّيه الرئاسة وحتى هذه اللحظة، سواء كانت اجتماعات مغلقة أو مفتوحة، خاصة أو عامة، عربية أو دولية.. وهذا المنطق لم تتعوده القيادات الإسرائيلية التي ربما ترغب في قيادات تتقن الخطابات الثورية الزائفة، من أجل استغلالها والتمترس خلفها لتبرير أفعالها الإرهابية والعدوانية. لم يترك أبو مازن فرصة حقيقية لأن يثبت ليبرمان قدرته على إدارة وزارة الخارجية الإسرائيلية، وبالتالي هو اليوم يرى في هذا الرئيس عقبة حقيقية يجب التخلص منها. ولكن لم يخبرنا العنصري ليبرمان ما هي صفات الرئيس الفلسطيني الذي يرغب به، وكيف سيوقع اتفاق سلام معه وعلى أي أسس، فيما لا يعترف هو أصلاً بهذا الشعب وحقه الأصيل في هذه الأرض. إن الإرهاب الدبلوماسي هو الذي يمارسه مؤسس "المافيات" الروسية في هذه الأرض الفلسطينية، وهو طارئ فيها لزمن.. وكل محاولات الاغتيال السياسي لن تنجح لأن الشعب الفلسطيني تعلّم من الاغتيال الجسدي الذي مارسته القيادات الإسرائيلية بحق الزعامات الفلسطينية. في النهاية ما لم يعرفه العنصري ليبرمان وقياداته الإسرائيلية أن "أبو مازن" ربما هو الفرصة الأخيرة لسلام يمكن أن يصنع ويدوم طويلاً. وربما هي فرصة أخيرة لإسرائيل لأن الشعب الفلسطيني لم يعد لديه ما يخسره؟! abnajjarbzu@gmail.com