خبر : اشارة تحذير / بقلم: بوعز بسموت / اسرائيل اليوم 15/8/2012

الأربعاء 15 أغسطس 2012 04:07 م / بتوقيت القدس +2GMT
اشارة تحذير / بقلم: بوعز بسموت / اسرائيل اليوم 15/8/2012



يوجب الوضع في سيناء وجود الجيش المصري في المنطقة التي تقع تحت سيادة مصر منذ توقيع اتفاق السلام. ولا يوجد جدل في هذا من جهة الحقائق. أولم تشجع القدس هذا الوجود. لكن يفضل ان تبقى الامور تتم بتنسيق كامل بين الجارتين كما يوجب الاتفاق. ان الكلام الذي قاله أمس المستشار القانوني للرئيس وهو ان مرسي سيزن تغيير مواد في اتفاقات كامب ديفيد يقلق في شيء واحد وهو ان مصر تعلن التغييرات من طرف واحد.             توجد سيناريوهات مختلفة لفهم الشرق الاوسط بعضها متفائل. لكن تعلمنا ان السيناريوهات المتشائمة خصوصا في منطقتنا تميل الى التحقق. لو وعدنا شخص ما قبل سنتين بأن يحكم الاخوان المسلمون مصر لرأينا ذلك في ضوء سلبي. ولو قيل لنا انه بعد اسابيع من فوز مرسي سيُنحى عن الحكم كل الجنرالات الذين يضمنون اقامة اتفاق السلام لرأينا ذلك بيقين في ضوء أكثر سلبية. وهذا ما حدث بالضبط.             لن تنفصل مصر غدا عن اتفاق السلام لأنه يوجد حد لما يستطيع مرسي فعله، لكن الامور تغيرت بيقين. فالجنرالات الجدد يدينون له برتبهم وسلطتهم الجديدة. كان يمكن في كل وضع آخر مباركة جزء من التغييرات الجارية في مصر. بل ربما كنا نصفق لو حدث ذلك في منطقة اخرى من الكرة الارضية. لكن اذا اختل شيء ما في حيّنا كما قلنا آنفا فانه يتحقق بالفعل على نحو عام.             حصل وزير الدفاع المنحى محمد حسين الطنطاوي ورئيس الاركان المنحى سامي عنان أمس على وسامي تقدير. وهذه طريقة جميلة لمفارقة شخصين يلتزمان باتفاقات كامب ديفيد التي قد يجري تعديل عليها في المستقبل. أما وريثاهما فيلتزمان بمرسي أكثر من التزامهما بالاتفاق، وهذه بيقين اشارة تحذير للقدس.             يجد مرسي الآن مؤيدين كثيرين في مصر. ان ثورة التحرير ضربت مبارك والجيش واتفاق السلام وقد ضرب مرسي في الاثناء اثنين منهم. ولا توجد طريقة أفضل لزيادة قوته وشعبيته من تعديل اتفاقات كامب ديفيد بأفضل طريقة لمصر. فكل شيء غير ذي شعبية اليوم بالنسبة للقدس هو جيد للشارع المصري. وقد عرف مرسي أكثر من الجميع كيف يستغل التوقيت الذي منحته إياه العملية في سيناء ليسيطر على مراكز القوة في الدولة.             يصعب ان نؤمن بأن قرارات مرسي فاجأت الامريكيين. وينبغي ان نأمل ان تكون الادارة الامريكية يقظة لجميع السيناريوهات حتى أشدها تشاؤما. لكن يبدو أنه في الشرق الاوسط "الجديد" لا تُرى اشارة التحذير في القدس اشارة تحذير في واشنطن، وهذا سبب آخر للقلق