خبر : اجواء حرب في اسرائيل ..د. سفيان ابو زايدة

الثلاثاء 14 أغسطس 2012 11:04 ص / بتوقيت القدس +2GMT
اجواء حرب في اسرائيل ..د. سفيان ابو زايدة



بشكل غير مسبوق ، هناك حاله من الجدل العلني الداخلي في اسرائيل حول امكانية المبادرة في شن هجوم عسكري على ايران لوقف او تعطيل برنامجها النووي. هذا الجدل في الغالب لا يحدث قبل نشوب الحرب ، بل يحدث بعد انتهاءها ووفقا لنتائجها، هكذا كان في حرب اكتوبر عام 1973 و هكذا كان في حرب لبنان الاولى عام 1982 و حرب لبنان الثانية عام 2006، وكذلك العدوان على غزة اواخر عام 2008.هناك جدل حول الكثير من القضايا التي لها علاقة بهذا الملف، اهمها اذا ما كان بأمكان اسرائيل لوحدها القيام بهذه الخطوه التي تبدوا اكبر من حجمها و ليس بمقدورها تحمل نتائجها العسكرية و الاقتصادية و الدولية. ام من الافضل الاعتماد على الولايات المتحدة بأعتبارها الحليف الاستراتيجي لاسرائيل حيث لديها الامكانيات العسكرية الكافية لضرب ايران.القضية الخلافية الاخرى هي حول نتائج هذا الهجوم اذا ما حدث في ظل التقدير ان اسرائيل تستطيع ان تعطل المشروع النووي الايراني لمدة زمنية لا تتجاوز العامين في احسن الاحوال و لكنها لا تستطيع ايقافه بشكل كامل. رد الفعل الايراني و كذلك الرد المحتمل لحزب الله و كذلك ربما ايضا فصائل المقاومة في غزة اضافة الى الاضرار الاقتصادية و المادية و ردود الفعل الدولية، هل من المجدي تحمل كل ذلك مقابل تعطيل المشروع النووي لفترة زمنية محددة قد تستفيد منه ايران على المدى البعيد في استئناف مشروعها النووي من جديد؟نتنياهو و باراك اللذان يقودان مشروع الهجوم على ايران اعطوا الاجابه بشكل صريح وواضح و في اكثر من مناسبة، بأن اسرائيل في كل ما يتعلق بأستمرار وجودها لا تستطيع ان تعتمد الا على نفسها و ان الولايات المتحدة تستطيع ان تتعايش مع ايران النووية و لكن اسرائيل لا تستطيع ان تسمح لنفسها بذلك. اما حول قضية الثمن الذي سيدفع فأن الاجابه لديهم هي ان اي شيئ ممكن ان يكون قابل للتعايش معه عدى ان تمتلك ايران سلاح نووي.عدم القبول  بأن تمتلك ايران او اي دولة في المنطقة سلاح نووي هو امر لا خلاف حوله، و الجميع في اسرائيل يعتبر ذلك خط احمر. الخلاف هو على التكتيك الذي يجب اتباعه من اجل افشال هذا المشروع و الخلاف هو على التوقيت الذي يجب ان يكون، و ما اذا كانت اسرائيل هي التي يجب ان تتصدر المعركة ام تترك المهمة الى من هو اكبر و اقدر منها على القيام بذلك.الرسائل التي تصل الى نتنياهو من قبل اعضاء في الكونغرس الامريكي سواء كانوا من جمهوريين او ديموقراطيين، و الذين يعتبرون من المقربين للرئيس الامريكي اوباما او المرشح الجمهوري رومني بأنه في حال هاجمت اسرائيل ايران فأن الولايات المتحدة لن تستطيع ان تتركها لوحدها ، ليس فقط ستفتح لها مخازن الاسلحة الامريكية المتواجدة في المنطقة بل ايضا ستشكل لها حماية من الصواريخ الايرانية بعيدة المدى، ان لم يكن اكثر من ذلك.اسرائيل في الاسابيع الاخيرة تعيش اجواء حرب، حيث نشرات الاخبار المركزية و عناوين الصحف الرئيسية يوميا تتحدث عن تفاصيل جديدة و تقديرات بأن الهجوم الاسرائيلي سيكون اما في اكتوبر نوفمر، اي قبل اجراء الانتخابات الامريكية، و بالتالي الرئيس الامريكي اوباما لا يستطيع ان يترك اسرائيل لوحدها لان ذلك سيفقده الدعم اليهودي في امريكا، و اما ان يكون الهجوم في شهري يناير فبراير القادمين، اي قبل ان يتسلم الرئيس المنتخب مهام منصبه.تصريحات القادة الاسرائيليين التي تزداد يوما بعد يوم، لم تعد مجرد ايصال رسائل او مجرد تهويش، بل هناك اجراءات عملية على الارض تشير الى ان الامور ذات طابع جدي. على سبيل المثال:اولا: صباح هذا اليوم تم الاعلان عن تعيين افي ديختر رئيس الشاباك السابق كوزيرا للجبهة الداخلية خلفا لمتان فيلنائي الذي تم تعيينه سفيرا لاسرائيل في الصين. تعيين ديختر ليس له علاقة بالمناكفات و الصراعات السياسية و الحزبية، بل جاء نظرا لخلفيته الامنية و اهمية الدور الذي ستلعبه الجبهة الداخلية في اسرائيل ، سيما ان التقديرات تشير الى انه في حال هجوم اسرائيلي على ايران سيسقط على العمق الاسرائيلي حوالي خمسين الف صاروخ، اي عشرة اضعاف عدد الصواريخ التي اطلقها حزب الله في حرب 2006.ثانيا: في جلسة مجلس الوزراء الاسرائيلي يوم الاحد الماضي تم اقرار ما طلبه نتنياهو من توسيع صلاحياته في كل ما يتعلق بآليات اتخاذ القرارات. التفسير الوحيد لهذ الخطوة هو ان نتنياهو يريد ان يسهل على نفسه التغلب على موقف المعارضين للهجوم على ايران.ثالثا: تم فرض ضرائب على الكثير من السلع الاساسية بما فيها المحروقات و الخبز و زيادة ضريبة الدخل، و كذلك تم تقليص مليارات من الشواقل من موازنات الوزارات المختلفة، و في نفس الوقت سيتم دعم وزراة الدفاع بمزيدا من المليارت لتغطية الاحتياجات الطارئة.رابعا: نشرت اسرائيل بطاريات مضادة للصواريخ على الحدود اللبنانية و قبل ذلك في منطقة الوسط اضافة الى تعزيز ما هو موجود في الجنوب. في نفس الوقت هناك سباق مع الزمن في اعداد الملاجئ و التأكد من اهليتها لاستقبال المواطنين، وكذلك استكمال توزيع الكمامات و تحديثها، اضافة الى الزيارات المكثفة للمسؤولين الامنيين الامريكيين و لقاءهم بنظراءهم الاسرائيليين. كل ذلك يشير الى ان ما هو قادم من تطورات قد يغير وجه المنطقة بكاملها. szaida212@yahoo.com