خبر : حرب الخيار : قائد بلا بوصلة / بقلم: شمعون شيفر / يديعوت 6/8/2012

الإثنين 06 أغسطس 2012 04:22 م / بتوقيت القدس +2GMT
حرب الخيار : قائد بلا بوصلة / بقلم: شمعون شيفر / يديعوت  6/8/2012



 محاولة الاسرائيليين فهم نوايا رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع باراك بالنسبة للهجوم في ايران تقترب احيانا من العبث. فبعد أن نشرت الانباء عن أن باراك باع شقته في أبراج ايكروف في تل أبيب وعن تعيين وزير حماية الجبهة الداخلية، متان فيلنائي، سفيرا في بيجين، ارتفعت في بورصة التخمينات أسهم "الهجوم قريبا". وحسب هذا المنطق، فان باراك يعرف شيئا ما نحن لا نعرفه: فقد سارع الى بيع الشقة قبل أن يدمر صاروخ ايراني الابراج. آخرون، ولا يدور الحديث عن مهرجين، قالوا ان فيلنائي يعرف شيئا ما عن وضع جاهزية الجبهة الداخلية ولهذا فانه فر حتى الصين.             قد يبدو لكم هذا متهكما، ولكنه يعبر عن عدم ثقة الجمهور بقادة اليوم؛ الجمهور التعب من الزعامة العليلة والمتذبذبة.             نتنياهو يريد الا نتحدث عن حرب الخيار التي يعدها لنا هو ووزير الدفاع. يريد أن نصدق بان الدفة تمسكها الايدي الافضل والاكثر مسؤولية. ولكن لماذا في واقع الامر لا ينبغي أن نتحدث عن القرار المصيري في اطلاق طائرات سلاح الجو الى أهداف في ايران، الهجوم المبادر اليه الذي اذا ما خرج بالفعل الى حيز التنفيذ فانه سيكلف حياة 500 اسرائيلي "فقط" على حد قول باراك؟             ليس تغطية للقفى وليس غمزة للجان التحقيق المستقبلية هما اللذان يوجهان خطى قادة جهاز الامن واسرة الاستخبارات الذين يتحفظون في المداولات الداخلية من فكرة الهجوم. رئيس الاركان، جنرالات في الجيش الاسرائيلي وقادة أذرع الاستخبارات وصلوا الى مناصبهم بعد أن اجتازوا اختبارا أعلى في اتخاذ القرارات في البزات التي هي مرحلة انتقالية لشراء الاصوات في الانتخابات التمهيدية والخلطات السياسية. رئيس الاركان سينفذ الامر الذي يصدره له القائد، ولكن نتنياهو لا يمكنه أن يمنع عنه الحق في ان يعرب عن رأيه الكامل. نتنياهو يقول انه هو الذي يقرر – وفقط هو. لا خلاف في ذلك. ولكن النقاش العلني يعبر عن عدم الثقة العميق في جودة تفكير نتنياهو، سواء في أوساط الرأي العام الاسرائيلي أم في اوساط المسؤولين السابقين الذين كانوا شراء في اتخاذ القرارات على المستوى الوطني.             حروب الخيار التي خرجت اليها اسرائيل انتهت غير مرة بنتائج محملة بالمصائب: الاهداف لم تتحقق، ومئات الضحايا جعلت جلعاد مسيرة السخف للقادة.             إذن ما الضير في اننا نسعى الى الحديث عن حرب الخيار التالية؟             هيا نتحدث، مثلا، عن أنه يتعين على نتنياهو أن يتوجه الى الجمهور بشكل يسمح لوسائل الاعلام بان تثقل عليه، وليس فقط في مقابلات صحفية مغطاة اعلاميا مع احابيل اعلامية اعدت مسبقا.             مرغوب ايضا الحديث عن المبدأ الذي يكرره نتنياهو المرة تلو الاخرى: فقط اسرائيل تقرر في مصيرها.             من تاريخ الحروب التي شاركت فيها اسرائيل يمكن أن نستخلص درسين على الاقل: الاول، لحرب الخيار يمكن الانطلاق فقط مع اجماع وطني واسع، يضم كل شرائح الجمهور. والثاني، دون تنسيق وتفهم من جانب الولايات المتحدة لا أمل في أن نخرج بسلام من سيناريوهات الرعب التي قد تقع علينا.             تذكروا غولدا مائير، التي توجهت بفزع لواشنطن في ذروة حرب يوم الغفران كي تستجدي توفير وسائل قتالية بدل تلك التي دمرتها الجيوش العربية. الى ان سيتوجه نتنياهو في اليوم التالي للهجوم في ايران، عندما ستسقط الصواريخ على رؤوس الاسرائيليين؟ يدور الحديث، كما ينبغي أن نذكركم عن نتنياهو اياه الذي بعد أكثر من ثلاث سنوات في رئاسة الوزراء وضع اشارة "اكس" على الرئيس اوباما ولم يكف للحظة عن استفزازه، والذي فقد الثقة التي سادت ذات مرة بين الزعماء الاسرائيليين ورئيس الولايات المتحدة.             كما أن نتنياهو لا يمكنه ان يعتمد على المليارداريين الذين يعززونه. فهم لن يكونوا معنا. اسطول طائراتهم الخاصة ستنزلهم في مناطق محمية من هجمات الصواريخ.