خبر : الخوف سيضرب نتنياهو / بقلم: ياعيل باز ميلميد / معاريف 19/7/2012

الخميس 19 يوليو 2012 02:07 م / بتوقيت القدس +2GMT
الخوف سيضرب نتنياهو / بقلم: ياعيل باز ميلميد / معاريف 19/7/2012



 عمليا، الانتخابات زائدة، لا يهم اذا كانت ستجرى في هذا الشتاء أم في الربيع القادم. فالجمهور بأسره، بقيادة المحللين السياسيين، يعرف بيقين بان نتنياهو سيكون رئيس الوزراء القادم. وعندما يقال نتنياهو، يقال في ذات النفس بان شاس ستستمر بتلقي حقائب هامة ومؤثرة (بالاساس على جمهورنا) مثل حقيبتي الداخلية والاسكان، اسرائيل بيتنا ستواصل انتهاج الخط الصقري – اليميني – الاستيطاني، والاهم – رئيس وزراء اسرائيل القادم سيفعل بالذات ما يفعله رئيس الوزراء الحالي: لا شيء. نادا. صفر. هذه هي الصيغة التي استقرت وتتغذى من الاستطلاعات التي تجرى قبل أشهر طويلة من الانتخابات وتخلق لنتنياهو زخما لا يتجرأ احد على التشكيك فيه. وبقدر كبير تقرر هذه الاستطلاعات سلوك نتنياهو: اذا كانت الحال جيدا بهذا القدر حين تكون الدولة تندفع نحو الهوة، فلماذا لا نواصل التدهور بها الى أدنى من ذلك، الى الاماكن الاخطر. قد يكون النصر ساحقا أكثر ويعطي ضوء أخضر لامعا لحلمه الرطب – الهجوم على ايران. الشعب يريد، ولهذا فالشعب سيحصل على كل الرزمة.             غير أنه رغم الاستطلاعات ورغم قسم هام من المحللين، وخلافا للتشاؤم الذي سيطر على جمهور كبير، فان نتنياهو ليس ساحرا، وبالتأكيد ليس معصوبا عن الخطأ. انقطاعه عن جمهور هائل من المقترعين العلمانيين، من الطبقة الوسطى المتدنية الى هذا الحد او ذاك، ممن يراكمون المزيد فالمزيد من الغضب، يمكن أن يخرب عليه الاحتفال السابق لاوانه. لقد ربط نتنياهو نفسه بحبال من مصالح غير واضحة بجمهور الاصوليين أولا وقبل كل شيء، وبعده بجمهور المستوطنين – اليمينيين. وهذا هو. كل ما تبقى لا يراه، ولهذا فانه لا يحصيه من مسافة متر. هؤلاء لا يعنونه بشيء.             ولكن "كل ما تبقى" اولئك هم شعب كبير وغفير، باحتمالات كبيرة سيتعاظمون كلما واصل نتنياهو تجاهلهم تماما. الخطأ الاكبر لرئيس الوزراء الحالي هو أنه لا يفهم كم هو عظيم غضب ذاك الجمهور من عدم المساواة في العبء بكل معانيه. وربما أكثر من الغضب، يوجد هنا خوف. فالتنبؤات تبدأ بتجسيد نفسها. 52 في المائة من تلاميذ الصف الاول في السنة القادمة لن يتعلموا المواضيع الجوهرية. معظمهم لن يتلقى تعليما صهيونيا، فما بالك انهم سيتلقون تعليما مناهضا للصهيونية. هذا يجمد من الخوف. بعد أقل من عشر سنوات لن يتجند سوى 40 في المائة من خريجي الثانوية للجيش، وعشرات الاف الشباب الذين لا يعرفون الرياضيات والانجليزية سيتجولون بيننا دون طريق ودون مستقبل. مصيبة كبيرة.             نتنياهو يعرف جيدا المعطيات ويعرف أنه في ورديته يمكن لدولة اسرائيل في صيغتها الحالية أن تقترب من نهايتها. ولكنه يزيح عنه هذه المعطيات الخطيرة ، يوثق أكثر فأكثر حلفه مع مبعوثي الحاخام عوفاديا، يمنح من خلال رجله التنفيذي، وزير المالية، خمسين مليون شيكل الى الكلية في اريئيل كي تصبح جامعة، ولا ينفق شيكلين لمساعدة الازواج الشابة العلمانية للوصول الى شقة. وهو واثق من أن ليس له ما يخشاه. فهو سينتخب لولاية ثالثة لان هذا الشعب لم يتعلم شيئا بل ولا يريد أن يتعلم. وهو لا يسير بين مئات الالاف الذين ملوا وقرروا انقاذ دولة اسرائيل من هادميها الذين يجلسون في هذه اللحظة في الحكومة. وهو محوط كله بالمستشارين والمقربين الذين يدفعونه نحو النهاية، لمعرفتهم الجيدة بجنون اضطهاد الرجل، وزوجته، من امكانية الا ينتخب او الا يكون له مع من يسير الى الائتلاف. الليكود، الذي كان ذات مرة حزبا يمثل الطبقات الضعيفة والمحتاجة وكذا الطبقات الوسطى العلمانية، آخذ في الابتعاد عن ناخبيه التقليديين. في نهاية المطاف هذا سينتقم منه. موشيه فايغلين ورجاله سيحتلون الصفوف، افيغدور ليبرمان سيصبح بديلا مناسبا للجمهور العلماني أو التقليدي، في هذه اللحظة يبدو هذا خياليا. اسقاط نتنياهو؟ لا توجد حالة كهذه. بل توجد جدا. وهذا يمكن ان يحصل منذ الانتخابات القريبة القادمة، اذا واصل نتنياهو النظر الى الواقع السياسي فقط من خلال عيون يشاي وأتياس. في نهاية المطاف، الاحتجاج الكبير سينتقل من الشارع الى صندوق الاقتراع.