خبر : في نهاية مهرجان القبة الحديدية بقلم: رؤوبين بدهتسور هآرتس 24/6/2012

الأحد 24 يونيو 2012 06:57 م / بتوقيت القدس +2GMT
في نهاية مهرجان القبة الحديدية  بقلم: رؤوبين بدهتسور  هآرتس  24/6/2012



  صمتت أصداء مهرجان القبة الحديدية هذه المرة في ظل أكثر من 100 قذيفة صاروخية أطلقتها حماس من غزة. قبل ثلاثة اشهر ساعد جهاز الامن على زرع الوهم الذي يقول انه وُجد الحل لمشكلة القذائف الصاروخية على هيئة منظومة القبة الحديدية التي أثبتت جدواها بحماية الجنوب. وكانت التوقعات في السماء واحتفلت وسائل الاعلام بنجاح "ساحقة صواريخ غراد".             سيُقال فورا ان الانجاز التقني لمطوري المنظومة مدهش جدا. فهناك تميز كبير لصاروخ من طراز "تمير" طُور في رفائيل، ورادار إلتا ممتاز ونظام تحكم ورقابة إلبت فائق. لكن كل ذلك لا يجعل القبة الحديدية هي الحل الصحيح لتهديد القذائف الصاروخية. من اللذيذ جدا التمدح بنجاح القبة، لكن يجب على الجمهور في اسرائيل ان يعلم بأن الحل لم يوجد بالفعل وبأنهم يُضللونه ويُخفون عنه المعطيات الحقيقية وأن جهاز الامن أسير تصور القبة الحديدية وليس مستعدا حتى لبحث حلول عتيدة أكثر نجاعة بأضعاف.             أفادت وسائل الاعلام أن نسبة نجاح القبة الحديدية المدهشة هي 76 في المائة. ولم تقل لنا انه في كل محاولة اعتراض يُستعمل صاروخا "تمير". أي أن احتمال اعتراض صاروخ واحد هو 50 في المائة فقط. ويزعم وزير حماية الجبهة الداخلية، متان فلنائي، انه "يجب الاستعداد لحرب مع سوريا وحزب الله وحماس نُهاجَم فيها بألف صاروخ كل يوم مدة شهر". ولما كان ثمن صاروخ القبة الحديدية نحوا من 100 ألف دولار وثمن صاروخ منظومة "الصولجان السحري" المستقبلية نحوا من مليون دولار، فانه كي نواجه التهديد الذي يصوره فلنائي سيُحتاج الى نحو من 50 مليار دولار، أي الى نحو من 200 مليار شيكل، مدة ثلاثين يوم قتال.             من المنطقي ان نفترض أن عدد الصواريخ الذي سيشتريه جهاز الامن سيكون محدودا بسبب كلفتها العالية، وسيفضي ذلك الى ان ينفد في ايقاع الاطلاق المتوقع مخزون صواريخ القبة الحديدية والصولجان السحري بعد ايام معدودة من القتال. ولن يمنع انفاق هذا المبلغ الضخم ايضا في مواجهة تستمر نحوا من شهر اصابة نحو من 5 آلاف قذيفة صاروخية للجبهة الداخلية. وذلك مع الافتراض المتفائل وهو ان نسبة نجاح منظومتي الدفاع تبلغ نحوا من 66 في المائة، هذا الى أن القبة الحديدية ايضا غير قادرة على مجابهة القذائف الصاروخية وقذائف الرجم التي تُطلق على بلدات غلاف غزة والتي تم تطويرها لحمايتها. وللقبة الحديدية ايضا مدى أقصى ليست تكون فعالة بعده. ولهذا فان أكثر غوش دان وجزءا كبيرا من المواقع الاستراتيجية الاسرائيلية غير محمية بها.             ان الزعم الذي يقول ان نصب القبة الحديدية يُمكّن مواطني بئر السبع وعسقلان من ان يعيشوا حياتهم المعتادة بلا خوف ظهر وهمه ايضا، ففي الجولة السابقة اضطر نحو من مليون مواطن الى البقاء زمنا طويلا في المناطق الآمنة وتشوشت الحياة العادية ولم يقل عدد المصابين بالرعب. والمفارقة المنطقية هي انه في المنطقة التي لا تحميها القبة الحديدية، أي في غلاف غزة، استمرت الدراسة كالمعتاد في حين عُطلت في عسقلان وبئر السبع اللتين تحميهما القبة.            ان ما يُخفونه عن الجمهور ايضا هو وجود خيارات عتيدة وناجعة لمواجهة تهديد القذائف الصاروخية، مثل منظومة الليزر "سكاي غارد" التي تحمي في نجاعة وبكلفة أرخص كثيرا بلدات غلاف غزة، ومدفع "فولكان فلانكس" الذي أثبت نجاعته بحماية أهداف محددة في حرب أجراها الجيش الامريكي في العراق. ويُخيل إلينا ان من حق الجمهور ان يعلم لماذا يرفضون في جهاز الامن حتى ان يزنوا التسلح بهما. من الواجب على وزير الدفاع العالم جيدا بحدود القبة الحديدية ان يجيب عن هذا السؤال.