خبر : تصعيد محسوب بقلم: اليكس فيشمان يديعوت 24/6/2012

الأحد 24 يونيو 2012 06:55 م / بتوقيت القدس +2GMT
تصعيد محسوب  بقلم: اليكس فيشمان  يديعوت  24/6/2012



من بعث بطائرات سلاح الجو للقصف في غزة في 1 حزيران كان ينبغي له أن يأخذ بالحسبان بان هذه الغارة ستفتح جولة اخرى من النار من القطاع، وهذه المرة بادارة حماس – بعد سنة ونصف لم تشارك فيهما المنظمة في اطلاق النار على اسرائيل.             يحتمل جدا أن يكون قرار القيادة السياسية والعسكرية اطلاق الطائرات – في ظل أخذ بعض المخاطرة بفتح جبهة في الجنوب – كان صحيحا. ولكن التفسيرات التي تطرح في اسرائيل على أن حماس "لاسباب داخلية أو خارجية" قررت على نحو مفاجيء تحطيم الاواني والهجوم – لا ترتبط بالواقع الاقليمي. المفاجأة الوحيدة في هذه القصة هي أن حماس انتظرت نحو ثلاثة اسابيع الى أن فتحت النار.             القرار بمهاجمة حماس اتخذ في بداية الشهر – بعد الحادثة التي قتل فيها الجندي نتنئيل موشيشفيلي. سلاح الجو هاجم منشآت حيوية لحماس. الجندي قتلته الجهاد الاسلامي ولكن الهجوم الجوي وجه نحو اهداف عسكرية لحماس وعرض كنوع من الاشارة بان عليها أن تأخذ المسؤولية عن كل ما يجري في نطاق القطاع. غير أن هذه لم تكن اشارة اخرى. كانت هذه مطرقة على الرأس. في الماضي ايضا تعرضت حماس لردود فعل اسرائيلية على محاولات قيام منظمات اخرى بالعمليات على طول الحدود. ولكن ضرب البنى التحتية الانتاجية لها هو، من ناحيتها اجتياز لخط احمر. كمية الصواريخ بعيدة المدى من انتاج ايران، من طراز فجر، والتي وجودها في القطاع حتى وقت اخير مضى كان محدودا ومشروطا بالتهريب. حماس تغلبت أغلب الظن على هذا القيد. حماس لم ترد فورا على الهجوم. فقد انتظرت الفرصة كي توضح بانها لم تعد مستعدة لان تدفع الثمن – الذي تصفه بانه غير متوازن – على عمليات تنفذها جهات اخرى. التوتر على حدود اسرائيل – غزة أخذ في التصاعد، ومنظمات صغيرة واصلت اطلاق صواريخ القسام وقذائف الهاون نحو اسرائيل، وفي منتصف حزيران وقعت مرة اخرى عمليتان – نفذتهما الجهاد العالمي – على الحدود المصرية. اسرائيل رأت في حماس مسؤولية عن العملية – وذلك لان جزء من نشطاء الجهاد العالمي استخدمتهم منظمة اسلامية متطرفة توجد في قطاع غزة – ومرة اخرى هاجمت أهدافا مختلفة في القطاع، بما في ذلك اهداف لحماس. في منتصف الاسبوع الماضي رفضت حماس مواصلة دفع الثمن على عمليات لم تنفذها. وللدقة، حماس قررت ان ترد على ضرب منظومة انتاج صواريخها وفتحت النار على اسرائيل. ومع نهاية الاسبوع باتت تطلب وقفا للنار، ووافق الطرفان على التهدئة. غير ان اللجان الشعبية في القطاع واصلت اطلاق النار نحو اسرائيل. وردا على ذلك اكتشفت قيادة المنطقة الجنوبية بعض الخلايا التي تطلق النار وضربتها. حماس، من جهتها، لم تبذل جهدا لوقف النار. في اسرائيل تقرر البث مرة اخرى لحماس اشارة عدم رضى. اشارات من هذا النوع تجد تعبيرها بشكل عام بالنار على منشآت شاغرة او نحو أراض مفتوحة. ولسوء الحظ، احدى هذه الاشارات، أمس، انتهت باصابة مواطنين في القطاع. لم تكن هذه هي النية: في اسرائيل لم يعرفوا أغلب الظن بان المنطقة التي تعرضت للهجوم كانت مأهولة بالناس. حماس ردت بوابل من الصواريخ اطلقت في اثناء السبت نحو مدن في الجنوب. الجيش يعرف جيدا تسلسل الاحداث التي ادت الى اطلاق حماس النار أمس. في تقويمات الوضع التي جرت على مدى يوم أمس طرح السؤال: هل ستكتفي حماس بالرد على ضرب المواطنين وستتمسك بالتزامها لمصر بالعودة الى وقف النار، ام ربما ستتراجع عن هذا الالتزام وعندها سيعود الجنوب الى الاشتعال؟ الجواب سنعرفه فقط في اثناء اليوم القريب القادم. اسرائيل من جهتها ستحاول الا تثير حماسة المنطقة وتركيز نشاطها على خلايا اطلاق الصواريخ. الكرة، الان، في يد حماس.