خبر : الحرب التي لم تحسم/بقلم: جيفري غولدبرغ/معاريف 7/6/2012

الخميس 07 يونيو 2012 02:32 م / بتوقيت القدس +2GMT
الحرب التي لم تحسم/بقلم: جيفري غولدبرغ/معاريف 7/6/2012



 تم هذا الاسبوع احياء الذكرى الـ 45 لحرب الايام الستة، ولا تزال باقية مسألة اي طرف سينتصر. صحيح أن المرحلة الاولى من الحرب، التي بدأت بهجوم اسرائيلي على سلاح الجو المصري وانتهت باحتلال شبه جزيرة سيناء، هضبة الجولان، الضفة الغربية وقطاع غزة تلخصت بانتصار عسكري لا شك فيه. ولكن السؤال المفتوح هو اذا لم تكن المرحلة الثانية، التي لا تنتهي، كما يخيل، من الاحتلال، محادثات السلام الفاشلة والسلوك اليهودي في الضفة الغربية، ستؤدي الى هزيمة اسرائيل في نهاية المطاف.  الخطوة الاولية المتمثلة باحتلال الضفة كانت مبررة. فقد استخدم الاردن الضفة كي يطلق النار على اسرائيل، والاستيلاء عليها كان عملا دفاعيا عن النفس. في الايام التي تلت الاحتلال بحث زعماء اسرائيل عن شركاء عرب للمفاوضات على الانسحاب مقابل السلام. فلم يجدوا، وعندها بدأ الاستخدام للاستيطان لكسب السيطرة. ومع مراعاة حقيقة ان الكثير من الاسرائيليين تخوفوا في حينه من أن تباد دولتهم بهجوم عربي، يمكن أن نفهم لماذا آمنوا بانهم حظوا بمعجزة بعد أن انتهت المعركة. وكون الحديث يدور عن اراض من البلاد التوراتية، فانه لم يكن بوسع اولئك المتدينين الوطنيين ان يصمدوا أمام الاغراء الديني وضغطوا لاقامة مستوطنات يهودية في المناطق. والواحدة تلو الاخرى خضعت حكومات اسرائيل لمطالبهم.  بعد 45 سنة، المستوطنات ولا سيما تلك المغروسة عميقا في الضفة، تعرقل نشوء دولة فلسطينية وتضر بمكانة اسرائيل. دولة اعتبرت في الماضي تقدمية، تعتبر اليوم في العالم غير ليبرالية وامبريالية. دولة اقيمت كي تمنح وطنا لشعب بلا ارض تبدو لا مبالية تجاه مطالب شعب آخر بوطن خاص به. الوضع بالطبع أكثر تعقيدا من هذا. بداية، قام الفلسطينيون بعمل فظيع في نيل الاستقلال. قياداتهم اضاعت الفرص للتفاوض على اتفاق شامل مع اسرائيل وانشغالهم بعيد السنين بالارهاب لم يساعد في اقناع الاسرائيليين بانهم معنيون بحل وسط. ولكن الفلسطينيين وجدوا مؤخرا طريقا ناجعا آخر لمكافحة اسرائيل: الانتظار. الكثير من الفلسطينيين يفهمون بانه رغم أنهم لا يمكنهم أن يهزموا اسرائيل على المستوى العسكري، الا أنه يمكنهم ان ينتظروا الى أن تهزم اسرائيل نفسها. في المستقبل غير البعيد، عدد العرب تحت سيطرة اسرائيلية سيكون مساويا لعدد اليهود. الفلسطينيون سيطالبون عندها، ببساطة، بالحق في التصويت. الكثير من العرب يصوتون منذ الان في اسرائيل، ولكن ليس هكذا الفلسطينيون في المناطق. جيرانهم في المستوطنات يصوتون بالفعل، وهذا يعتبر في العالم كأمر غير عادل. وليست سوى مسألة وقت الى أن تجد اسرائيل نفسها كهدف لحملة دولية واسعة تطالب بحق التصويت للفلسطينيين.  في مثل هذا الوضع ستضطر اسرائيل الى الاختيار: إما التخلي عن المستوطنات أو التخلي عن فكرة دولة يهودية ديمقراطية. القرار الذي كان يمكن أن يتخذ بالتدريج وبشكل مسؤول سيصبح أزمة، وفي اوضاع الازمة دول شرق أوسطية تميل الى التصرف بغباء وبدمار ذاتي. لا حاجة الى قدرة تمييز عميقة جدا كي نفهم بان الوقت ليس ناضجا لاتفاق سلام شامل. الفلسطينيون منقسمون، فتح برئاسة ابو مازن ضعيفة وفاسدة، ورئيسها نهض وغادر مؤخرا الاتصالات مع اسرائيل. حماس تكرس نفسها لابادة اسرائيل – الامر الذي لا يساهم في أن تكون شريكا مثاليا للمفاوضات.  في الطرف الاسرائيلي، رئيس الوزراء نتنياهو مشغول بالتهديد الايراني. هو رئيس وزراء قوي، ولكن ائتلافه اليميني، المستند الى المستوطنين ومؤيديهم، من شأنه أن يرفض حتى حل وسط متواضع، ولا سيما في ظل غياب شريك فلسطيني مناسب. ومع ذلك، يوجد شيء يمكن لنتنياهو أن يفعله. يمكنه أن يدير حوار صادق مع الشعب في اسرائيل عن الاثار العسكرية، الاخلاقية والديمغرافية للمستوطنات. وهو يمكنه أن ينظر في فكرة عدد متزايد من الخبراء الاسرائيليين يتبنوها منذ الان: حل من طرف واحد لقسم من المستوطنات في المناطق البعيدة من يهودا السامرة.  حل المستوطنات سيؤشر للفلسطينيين بان حكومة نتنياهو جدية في نواياها للحل الوسط. وهذا سيري العالم بان اسرائيل غير معنية بان تكون قوة احتلال الى الابد. وهو سيري الاسرائيليين بان حكومتهم معنية بان تنتصر أخيرا في حرب الايام الستة.