خبر : الحرب التي غيرت الحروب/بقلم: غيورا ايلند/يديعوت 5/6/2012

الثلاثاء 05 يونيو 2012 03:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
الحرب التي غيرت الحروب/بقلم: غيورا ايلند/يديعوت  5/6/2012



نتذكر هذا الاسبوع مرور ثلاثين سنة على حرب لبنان الاولى – وهي الحرب الاولى التي كانت محدودة وغير شاملة، والاولى التي كانت "حربا اختيارية" والاولى التي تمت في مواجهة منظمة وهي منظمة التحرير الفلسطينية لا في مواجهة دولة. وهذه الجوانب الثلاثة تميز تغير طبيعة الحرب – فقد سرنا نشهد أكثر فأكثر منذ انتهت الحرب العالمية الثانية حروبا محدودة ونشهد قدرا أقل من الحروب الشاملة، ونشهد الى ذلك عددا يزداد من الحروب بين دولة ومنظمة بدل الحروب التقليدية بين الدول.  وتدل التجربة على أن أكثر الدول التي تقوم بحروب من هذا النوع الجديد ويمكن أن نعد فيها الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وغيرها، تجرب ثمن خطأ محاولة القيام بـ "حرب عادية" حتى حينما تكون الظروف مختلفة. وقد دفعنا نحن ايضا هذا الثمن، والسؤال هل تعلمنا من ذلك. ان أهم درسٍ من دروس حرب لبنان الاولى هو الحاجة الى الاعتراف بوجود فرق كبير في نوع الحرب هذا بين قدرات الجيش والتوقعات منه من قبل الساسة ووسائل الاعلام والجمهور. وتوجد أربعة توقعات طبيعة وهي: توقع نصر مطلق، وتوقع نصر سريع، ونصر بلا ثمن كبير من المصابين والامتناع عن المس بالابرياء. وتعتمد الثلاثة الاولى على التفوق العسكري الكلاسيكي، وينبع الرابع من فهم ان من المهم في الحرب الاختيارية ان نكون عادلين لا أقوياء فقط. بيد أن الجيش لا يستطيع في واقع الامر ان يفي بهذه التوقعات ومن جملة أسباب ذلك طبيعة القتال، وحقيقة أنه يتم في مناطق مزدحمة بالسكان وبسبب قيود أخلاقية وقانونية. قيل حينما خرجنا بحرب لبنان الاولى انها ستستمر يومين، وتغيرت الصيغة بعد ذلك لتصبح ثلاثة أيام ثم ستة أيام. وظننا ان العملية العسكرية انتهت ولم ندرك أنها لم تكد تبدأ وانها ستستمر ثماني عشرة سنة اخرى. وهكذا حل التوقعات الاخرى ايضا.  إن الذي يزيد في الفرق بين القدرات الحقيقية وبين التوقعات هو المستوى السياسي او المستوى العسكري الاعلى. هاتان الجهتان اللتان تريدان تجنيد تأييد عام واسع قبل الحرب، تميلان الى ضمان نجاح عامٍ ومستقبل وردي. بيد أنه حينما يبدأ الجمهور استيعاب وجود فرق كبير جدا بين الوعود والنتائج، يرد بخيبة أمل على اولئك الذين وعدوا. وهذا ما حدث لها بالضبط في حرب لبنان الاولى، وما حدث للامريكيين أيضا بعد الحرب في العراق. فقد أعلن الرئيس بوش النصر في نيسان 2003، وكان ذلك نصرا ساحقا بحسب مفاهيم الحرب العالمية الثانية. فقد أبيدت فرق صدام حسين وسقط نظامه، بيد أن طبيعة الحروب الجديدة مختلفة. فقد طرأ على العدو العراقي تحول من جيش نظامي الى مجموعة قوات عصابات وارهاب استمرت تحارب.  هل تعلمنا الدرس؟ أعتقد أننا تعلمناه جزئيا على الاقل. ففي زمن الانتفاضة الثانية قيل بان "دعوا الجيش الاسرائيلي ينتصر"، وكان الجيش حذرا من الا يجر ويعد بامور لا يمكن تحقيقها. وزعم الجيش زمن عملية السور الواقي في نيسان 2002 أنه لا يستطيع ضمان الانجاز المطلوب الا اذا سُمح له بتنفيذ العملية مدة شهر والبقاء بعد ذلك في الميدان شهرا آخر. واهتم الجيش في عملية الرصاص المصبوب في كانون الثاني 2009 في احداث ملاءمة صحيحة بين التوقعات والقدرات. لكننا نسينا في حرب لبنان الثانية أن نفعل ذلك وكانت النتيجة وَفق ذلك. يجب الا يكون الاستنتاج ان استعمال القوة العسكرية غير مجدٍ بل ينبغي التحقيق في الحروب بصورة مختلفة: فالى جانب التحذيرات العسكرية العادية ينبغي ان تعطى العوامل الاخرى التي تأثيرها في نهاية الامر اكبر كثيرا من معادلة فرق الطرفين ينبغي أن تعطى وزنا كبيرا.