خبر : تفاؤل غير حذر ربع الكأس المليء/يديعوت

الثلاثاء 22 مايو 2012 02:18 م / بتوقيت القدس +2GMT
تفاؤل غير حذر ربع الكأس المليء/يديعوت



بعد ست نتائج تعادل انتصر العبقري الاسرائيلي بوريس غلفند على بطل العالم في الشطرنج فيشنتن اناند. غلفند ليس فقط وصل الى نهائي، فهو خصم حقيقي لاناند. الانتصار في المباراة السابعة كانت انجازا مثيرا جدا للانطباع. لم يكن لاي من الرجلين في هذه المرحلة تفوق واضح. الشطرنج، مثل كرة القدم، تلعب حتى انتهاء الزمن. لا توجد أي ثقة في أن من أدخل الهدف الاول في مباراة البطولة هو الذي سيرفع الكأس في نهايتها. ولكن في وسائل الاعلام في اسرائيل سارعوا الى الاعلان بان غلفند "في الطريق الى البطولة". "للرجلين تبقت خمس مباريات اخرى"، اعلن موقع ما على الانترنت، "واذا كانت هذه – مثل سابقاتها – ستنتهي بالتعادل، فسيصبح غلفند بطل العالم الاسرائيلي الاول في الفرع". "اذا"، ليست سوى اذا. خمنت رقمين في اليانصيب؟ أنا في الطريق الى الفوز بالجائزة الكبرى فقط "اذا" خمنت باقي الارقام مثل السابقين. منتخب اسرائيل نجح في الا يصاب بهدف من منتخب اسبانيا على مدى 15 دقيقة؟ فهو في الطريق الى التعادل الفضائحي، فقط "اذا" نجح في الامتناع عن تلقي هدف على مدى الـ 75 دقيقة المتبقية. وبالفعل، بعد 24 ساعة من ذلك انقلب الدولاب: غلفند خسر. كل هذا لا يأتي للتقليل من قيمة غلفند. وحتى لو خسر في المنافسة فهذا سيكون انجازا كبيرا، فما بالك اذا ما انتصر فيها. ما اردت أن اقوله عنه ليس شطرنج، بل ميلنا لان نتجاهل المعلومات التي تفسد لنا الصورة. الامل المتسرع لتتويج بطل شطرنج اسرائيلي هو حالة سهلة من التجاهل للواقع. الامل في ان ينظم لنا بيبي، باراك وموفاز كيفما اتفق دمية دولة هو حالة اخطر بكثير عما يقال بالانجليزية  "wishful thinking"، أي التفكير انطلاقا من الرغبة. ما تقصه الرقابة النفسية عندنا من الصورة هو الماضي. لهؤلاء السادة الثلاثة، الذين تعلق بهم الان آمال كبار (اعادة المساواة الى الدولة، المسيرة السياسية، تغيير الدستور، حل الازمة الايرانية)، يوجد ماضي. نحن نعرفهم. فبعد كل شيء، هؤلاء ليسوا اناسا ولدوا أمس. لقد سبق أن وعدوا الكثير ولم يفوا بالكثير. الوعود بالمساواة وبالمسيرة السلمية، وبالف وواحد أمر آخر مما لم نعد نسمعها. كيفما اتفق لم ينجح هذا في أي مرة، والشيطان يعرف لماذا. الاسطورة التي يبيعوننا اياها الان هي انه لم تكن للفنانين ما يكفي من القوة لاخراج خططهم الى حيز التنفيذ. وتذكرنا هذه الحجة بمعاذير "الارض عوجاء، القاضي ابن زانية والبرد/الحر اخرجنا عن توازننا"، والتي يستخدمها لاعبو كرة القدم لتبرير انجازاتهم البائسة. اما الواقع فمختلف. خيرا كان أم شرا نفذ اسحق رابين خطوات سياسية (داخلية وخارجية) جريئة مع ائتلاف اضعف بكثير من ائتلاف نتنياهو. بينما ائتلاف بيرس – شمير الهائل تميز أساسا بالجمود التام، رغم – وربما بسبب – حجمه الكبير.السبب في أن باراك ونتنياهو يقلان من العمل لا يعود الى ضعف ائتلافهما، بل الى مذهبهما الفكري. هذا المذهب لم يتغير، مثلما لم يتغير حلفاء نتنياهو "الطبيعيين" (المستوطنين، الاصوليين، ليبرمان) فقط لان نحمان شاي وداليا ايتسيك انضما الى الائتلاف.مفهوم أن كل شيء يمكن أن يحصل. يحصل أن الناس يعملون خلافا لمذهبهم الفكري المعلن وضد أفعالهم في الماضي. وحتى منتخب اسرائيل انتصر ذات مرة – في الدقيقة التسعين – على منتخب فرنسا. ما كنت لاقتراح على أنفسنا ان نعتمد على المعجزة. من أجل الصعود الى ضفافها، فعلى نصف الكأس المليء ان يجتاز أولا النصف – وربما أكثر من النصف – الكأس الفارغ. ما سيحصل في المستقبل لا نعرفه. واضح بما فيه الكفاية ماذا يوجد لدينا في الحاضر: كنيست تحولت الى ذيل، والحكومة تهزه، وثقافة سياسية ليس فيها أي معنى للكلمات، للوعود، للالتزامات.هذا بالذات جيد لنتنياهو – لباراك – لموفاز. السؤال هو اذا كان هذا جيد لنا.