خبر : انها 1948 أيها الأحمق/بقلم: اليكيم هعتسني/يديعوت 21/5/2012

الإثنين 21 مايو 2012 01:35 م / بتوقيت القدس +2GMT
انها 1948 أيها الأحمق/بقلم: اليكيم هعتسني/يديعوت  21/5/2012



 في احتفالات النكبة التي غطتها وسائل الاعلام تنبه قليلون فقط الى الفيل الذي ملأ الغرفة، أعني الكتابة التي ظهرت في أكثر اللافتات وهي: "1948". ويوجد منهم من لم يروا لأن عددا آخر أخفاه وهو 1967. يسهل ان نفهم الصراع كله في الـ 45 سنة الاخيرة اذا استوعبنا فقط حقيقة ان العرب لا يقبلون اقتراح اليسار وهو ان يستردوا كل ما احتللناه في 1967 وان يتنازلوا لنا مقابل ذلك عما احتللناه نحن في 1948. فاز بيل كلينتون في الانتخابات مع شعار "انه الاقتصاد أيها الأحمق"، ولا يكف العرب عن الاشارة الينا بشعار: "انها 1948 أيها الأحمق". والذين يرفضون رؤيته ليسوا حمقى بل هم مصابون فقط بأعراض الانكار. في برنامج تلفاز للفتيان تديره السلطة الفلسطينية ظهر الحوار التالي وفيه يقول مجري اللقاء لبنت: "أنت تسكنين في القدس. فهل زرت المدن التي احتلت في 1948؟". فأجابت البنت: "كنت في الخليل". وقال مجري اللقاء: "لا، المدن المحتلة هي مثل اللد والرملة وحيفا وعكا". بل ان أبو مازن يرفض شعار "دولتان للشعبين"، لأنه غير مستعد لأن تكون دولة 1948 للشعب اليهودي. ويفضل ألا يقبل في هذه المرحلة اراضي 1967 بشرط ألا يُرى منكرا للهدف الحقيقي. أين يظهر اعتدال الشركاء العرب؟ في ان ناس حماس المتطرفين يطلبون ابتلاع 1948 و1967 بلقمة واحدة ويفضل المعتدلون من رام الله في المقابل لقمتين: دولة في مناطق 1967 ومنها – بمساعدة الأدوات الرسمية الجديدة – الى 1948. والصورة معاكسة في الجانب اليهودي: فكما نجحنا بعد السيطرة من جديد على جنين ونابلس في 1967 للقضاء على ارهاب المنتحرين الذي أذاق دولة 1948 الويلات سنستطيع فقط من الجبال في عمق اراضي 1967 ان ندافع عن الأغوار وعن اراضي قلب دولة 1948 – في وجه جيش غزو من الشرق وفي مواجهة صواريخ وسفن غزة – سدروت من الغرب. وننتقل من عمق الارض الى عمق التاريخ. ان 1948 هي الرمز والمركز لحرب ثقافية فلسطينية لا تحاول ان تسلب اليهود دولة 1948 فقط بل تحاول ان تسلبهم ماضيهم وهويتهم ايضا، وفي المقابل لا يوجد في فلسطين بين البحر والنهر مكان لشعبين لا لأن الارض كلها لهم فقط بل لأن اليهود ليسوا شعبا بل دينا فقط. ونحن نتناول هذا الزعم باستهزاء، لكنهم استخفوا ذات يوم بالنظرية العنصرية النازية ايضا، وهذا يعلمنا ان النظريات الهاذية ايضا تستطيع ان تُحدث محرقة. لهذا لا تضحكوا حينما يزعم أبو مازن ان القدس كان لها تاريخ اسلامي ومسيحي فقط، وحينما يزعم وزير الأوقاف عنده ان المدينة كانت منذ كانت "عاصمة الشعب الفلسطيني" فقط، وحينما ينكر المفتي محمد حسين انه كان في القدس ذات يوم هيكل لليهود. ولا تستهينوا بالكلام الذي يبدو مثل مقاطع ساخرة مثل ان اليهود القدماء كانوا فلسطينيين وان المسيح كان "محارب حرية فلسطينيا" وان أمه مريم هي الأم الفلسطينية القديمة وان البحر الاحمر قطعه الفلسطينيون وان موسى كان ... أحسنتم التخمين. وهم يقولون ذلك ويربون اولادهم عليه بجدية كاملة. لهذا ليست الحرب بيننا وبينهم على الارض فقط بل على جوهرنا باعتبارنا شعبا. ومحاولتهم التغطية على هويتهم الفلسطينية المشكوك فيها التي ليست سوى ظل يصاحب الوجود اليهودي تقوم على محو هويتنا القومية. لأنه اذا لم نكن شعبا فانه يبطل من تلقاء ذاته الوعد الممنوح لاعلان بلفور والانتداب لانشاء "وطن قومي للشعب اليهودي" في ارض اسرائيل – لأنه اذا كان لا يوجد شعب فلا يوجد وطن. لن نستطيع الانتصار في هذا الصراع الوجودي على حقيقة وجودنا مع دولة 1948 فقط بل يعوزنا الالهام الروحي المستمد من اراضي 1967 والتي فيها في الأساس وكما قالت وثيقة الاستقلال "قام الشعب اليهودي وصيغت شخصيته الروحية والدينية والسياسية وأنتج ذخائر حضارية قومية وانسانية عامة وأورث العالم كله كتاب الكتب الخالد".