خبر : الحذر، فخ سوري / بقلم: اهود عيلام / معاريف 17/4/2012

الثلاثاء 17 أبريل 2012 12:40 م / بتوقيت القدس +2GMT
الحذر، فخ سوري / بقلم: اهود عيلام / معاريف 17/4/2012



في استطلاع أُجري مؤخرا أعرب 26 في المائة من الاسرائيليين عن معارضتهم لكل تدخل من دولتهم في القتال في سوريا. ضد هذا القتال وقفت الدول الغربية، الدول العربية وتركيا، التي تعمل أساسا على المستوى السياسي. بالمقابل، يتلقى نظام الاسد مساعدة سياسية، اقتصادية وعسكرية من ايران ومن حزب الله، باسناد روسي. فهل اسرائيل، التي حرصت حتى الآن على الحيادية بالنسبة لسوريا، كفيلة هي ايضا ان تتدخل؟.             انهيار نظام الاسد ينطوي على فضائل هامة لاسرائيل، وعلى رأسها انهيار محتمل للحلف بين سوريا وايران والذي يعرض اسرائيل للخطر. بدون سوريا سيفقد حزب الله سندا هاما جدا، ناهيك عن ان نظاما سوريا جديدا، يقوم على أساس اغلبية سنية، كفيل بأن يتحفظ من مكانة حزب الله الشيعي والمؤيد لايران في لبنان، البلاد التي تسعى سوريا وايران الى نيل النفوذ فيها.             نظام سوري جديد كفيل بأن يعاني من عدم الاستقرار، يدفعه الى صرف الانتباه نحو اسرائيل، بما في ذلك على المستوى الامني، مثلا في ظل استغلال مسألة هضبة الجولان. قلق آخر في اسرائيل هو ان يصل سلاح من سوريا المنهارة الى منظمات عصابات وارهاب مثل حزب الله، ولا سيما اذا كان هذا سلاحا كيماويا.             لقد تدخلت اسرائيل في الماضي في حروب أهلية في دول عربية، بشكل عسكري ايضا. في 1970 جرى صراع حاد في الاردن بين نظام الملك حسين والمعارضة لديه، م.ت.ف. سوريا اجتاحت الاردن كي تساعد م.ت.ف. اسرائيل ردعت سوريا من مواصلة الاجتياح للاردن، الامر الذي ساهم في انقاذ الملك حسين وسمح له بالتركيز على الحاق الهزيمة بـ م.ت.ف. اذا ما جرى الآن اجتياح لسوريا، من تركيا مثلا، فواضح ان اسرائيل لن تحاول منع هذا.             في 1982 دخلت اسرائيل الى لبنان الذي كان غارقا في حرب أهلية. ضمن أمور اخرى كي تساعد المسيحيين الموارنة في الصعود الى الحكم بعد سنوات من العلاقة معهم، تضمنت نقل السلاح. مثل هذه العلاقة بين اسرائيل والمعارضة السورية بالتأكيد لا توجد اليوم. ومع كل حماسة الاخيرة لاسقاط الاسد، فانها لا تعرب عن الرغبة في التعاون مع خصمه، اسرائيل، حتى ولا لهذا الغرض فقط.             حتى لو نشأ تفاهم مع المعارضة السورية، فان اسرائيل كانت على أي حال سترفض مسبقا التدخل المباشر الذي من شأنه ان يعرض للخطر جنود الجيش الاسرائيلي، حتى ولو بعمل من الجو.             كما ان مجرد اطلاق السلاح والذخيرة فقط، ليس من انتاج اسرائيل، وبالسر، كان سينطوي على مخاطرة اذا ما نجح النظام السوري في وضع اليد على جزء من الارساليات ليحصل على دليل صلة لها باسرائيل، كالقبض على أحد ما من المعارضة شارك في استقبال الارساليات من اسرائيل. هذا الاكتشاف كان سيخلق توترا شديدا بين اسرائيل وسوريا، والاخيرة كانت لا بد ستشعل أواره كي تصرف الانتباه عن أفعالها، بالتوازي مع توجيه الاتهام لاسرائيل في أنها تتدخل في ما يجري داخل دولة سيادية وبالمسؤولية عن استمرار القتال والمعاناة في سوريا.             وكانت اسرائيل ستتعرض لانتقاد دولي، بما في ذلك من الغرب، الذي يمتنع حتى عن تسليح المعارضة ويخشى من اتساع الصراع في سوريا. من اجل التخريب على الجهود الموجهة ضدها، كانت سوريا ستحاول احراج الدول العربية وتركيا فتعرضها كمن توجد في ذات الجانب من المتراس مع اسرائيل ضد دولة عربية. تشديد اسرائيل على ايران ومساعي تجنيد الدعم الدولي الاقصى في صالحها يشكل اعتبارات اخرى في اتخاذ القرار الذي يحظى بتأييد الغرب. وبالتالي فان على اسرائيل ان تُبقي مسألة نقل المؤن العسكرية للمعارضة في سوريا لمن يعنى بذلك منذ الآن.             بالاجمال، دور اسرائيلي في سوريا من شأنه ان يضر أكثر مما يجدي، ولا سيما اذا تعاظم خطر الاحتكاك بين اسرائيل وسوريا. اذا ما فكرت اسرائيل بتدخل ما في سوريا، لا ينبغي لهذا ان يكون من اجل أي من الطرفين بل في صالح مصلحة اسرائيلية واضحة كاحباط نقل السلاح بشكل عام، والسلاح المتطور بشكل خاص من سوريا الى حزب الله، وحتى في هذه الحالة فقط اذا كان الامر ينطوي على مخاطرة منخفضة المستوى على اسرائيل. عليها ان تستعد لمواصلة حكم الاسد ولسقوطه في نفس الوقت دون ان يكون هذا على حسابها، وبالتأكيد في ظل الامتناع عن خطوة من شأنها ان تشعل، لهذا السبب فقط، مواجهة زائدة تماما.   خبير في شؤون الامن القومي