خبر : ايران، ايران، ايرن/بقلم: ياعيل باز ميلميد/معاريف 11/4/2012

الأربعاء 11 أبريل 2012 12:59 م / بتوقيت القدس +2GMT
ايران، ايران، ايرن/بقلم: ياعيل باز ميلميد/معاريف  11/4/2012



 إذن أين نقف، صحيح حتى الان؟ إسرائيل ستهاجم منشآت النووي في ايران في الخريف، وهذا يعني بين أيلول تقريبا وتشرين الثاني. وللدقة – تشرين الأول. لا، نحن لن نوافق على الانتظار الى ما بعد الانتخابات في الولايات المتحدة في تشرين الثاني. والمقصود هو أن اسرائيل ستهاجم وحدها، دون مساعدة الولايات المتحدة أو دول الغرب. وعليه، فمن المهم تنفيذ الهجوم قبل تشرين الثاني. بعد ذلك سيكون متأخرا (وعن هذا نتعرف من نبأ ايلي برنشتاين في "معاريف"). صحيح أن عدد الطائرات التي ستطلق للهجوم ليس معروفا بعد، ولكن لا يزال يوجد وقت. هذا التفصيل كأغلب الظن سينكشف قريبا. في أعقاب الهجوم، بالمناسبة، سيموت حوالي 500 اسرائيلي، ربما اقل بقليل، ربما أكثر بقليل. ولكن ما هو 100 اسرائيلي قتيل إضافي مقابل إزالة التهديد النووي؟ نتنياهو يرى نفسه كرجل معد لانقاذ اسرائيل من كارثة ثانية، قد تأتي من جهة ايران. وهو يؤمن بان هذه رسالته الاساس بصفته رئيس الوزراء، ولما كانت قوته السياسية شديدة، فقد توفرت له فرصة لا تتكرر لتحقيق رسالته. عندما يقال عنه أنه لا طريق له، انه يتذبذب، ان قراراته في الصباح تتغير في المساء، لا يؤخذ بالحسبان الموضوع الايراني. هذا هو طريقه. هذه هي رؤياه وهذه هي غايته. هناك لا تجده يتذبذب. فهو مصمم تماما على انقاذ شعب اسرائيل – ومهما كلف الامر. لا بالمال، بالضبط. بالدماء، بالدمار، بالخراب.  نتنياهو لا يحافظ بتزمت لا نهاية له على كرسيه، يتنازل لكل من يبدو له انه يبدأ بتهديد حكمه، من اجل أن يطبق تقرير تريختنبرغ أو يمنح شباب اليسار مستقبلا ومعنى لحياتهم هنا. وهو ليس معنيا حقا بالتعليم المجاني من عمر ثلاث سنوات، أو في الحفاظ على سلطة القانون. وحسب طريقه، يجب قبل كل شيء الضمان في أن يكون هنا على الاطلاق أطفال من عمر ثلاث سنوات فما فوق. سلطة القانون مهمة، ولكن اذا ما تدمر كل شيء في هجوم ايراني، فمن يهمه المحاكم. وهو واثق بانه شبه الوحيد الذي يفهم حجم الخطر. لماذا شبه؟ لان ايهود باراك ايضا معه في المعركة. ولهذا يجب الحفاظ عليه قريبا وشخصيا. خريجا الوحدة الخاصة لهيئة الاركان ضد التهديد الاكبر الذي عرفته اسرائيل. هكذا هو الحال في الوحدة. القلة معدة لانقاذ الكثرة.  بالطبع ليس عندي، مثل كثيرين آخرين، فكرة عما إذا كانت تقديراته حول إمكانية انتهاء دولة اسرائيل صحيحة أم لا. يمكنني فقط ان استعين في هذا الشأن بافضل الخبراء الامريكيين الذين يعتقدون بان في هذه اللحظة الوضع لا يزال تحت السيطرة، وربما سيكون هكذا في المستقبل. ينبغي أن ننتظر ونرى. ما هو واضح هو أن لنا الحق، كمواطنين قلقين جدا، أن نفحص سلوك نتنياهو بالنسبة لاتخاذ القرارات بشأن النووي الايراني – وهنا كل شيء يصبح أكثر تعقيدا.  نتنياهو يتصرف كمن يعد الهجوم في ايران هو الامر الوحيد الذي يهمه. كل ما تبقى هو ضريبة لفظية يجب دفعها من أجل الانشغال بالامر الاهم. واحد يعرف جيدا، لا يهم من أي طائفة، قال ليس ان الحديث يدور عن هوس حقيقي. وعلى طريقة الهوس فانه أقوى من الواقع ومن الانسان نفسه على حد سواء. رئيس الوزراء واثق باننا اذا انتظرنا الحرب الوقائية، سندفع لقاء ذلك ثمنا باهظا. علينا أن ننطلق الى حرب باختيارنا إذ لا خيار لحرب بغير خيار. يدور الحديث عن إما نكون أو لا نكون.  لا إدعاء بان نتنياهو ليس مسؤولا، لا يعرف كيف يحلل الامور جيدا أو متهور. هو بالتأكيد شخص سوبر ذكي، تحليلاته جديرة بانتباه شديد. المشكلة هي أنه عندما تسيطر الروح المسيحانية على الانسان، يرى نفسه كمن جاء لينقذ شعبه، لا تكون دوما أهمية  للتحليلات المنطقية. من اللحظة التي يتحدد فيها هدف واحد فقط، وله تخضع كل الاهداف الاخرى، يخيل أن كل شيء بات واضحا كالشمس، باستثناء أن الناس لا يلاحظون بان الشمس تخفيها غيوم وتغطي وجهها.