خبر : اوباما يُدير ظهره للصهيونية/بقلم: عكيفا الدار/هآرتس 9/4/2012

الإثنين 09 أبريل 2012 12:48 م / بتوقيت القدس +2GMT
اوباما يُدير ظهره للصهيونية/بقلم: عكيفا الدار/هآرتس  9/4/2012



 ان موسم الانتخابات في الولايات المتحدة وكأن الامر مفهوم من تلقاء نفسه، هو موسم جيد بصورة مميزة لانشاء مستوطنات في الضفة وضرب جذور في أحياء يهودية في شرقي القدس. يقرأ الرئيس المرشح تقريرا عن انشاء بؤرة استيطانية جديدة للمُجلين عن ميغرون ويدس في فمه حشوة اخرى. وتسمع وزيرة الخارجية بتوسيع حي جبل أبو غنيم وتطلب الى المتحدث ان ينشر النبأ التقليدي المتعلق بخطة غيلو وجبل سليمان وفندق شبرد ورأس العامود. "وماذا نقول لصحفي طلب تحديثا يتعلق بذلك الشأن، كيف يُسمى ذلك؟ آه، اجل، مسيرة السلام"، تذكر المتحدث في طريقه نحو الباب، "قال شيئا ما عن ان الموعد الأخير الذي حددته الرباعية لعرض مواقف الطرفين من الحدود والامن قد انقضى الاسبوع الماضي وان الوثيقة الاسرائيلية تُذكر بقائمة حانوت أكثر مما تُذكر بمواقف". وتتنهد الوزيرة وتقول: "قُل للحوح انه لا يوجد الآن من يُتحدث معه ولتعد اليه بعد انقضاء العيد". هذا ما تفعله ادارة امريكية تريد خير اسرائيل. أحقا؟ ألا يعلم براك اوباما ان حل الدولتين وتوسيع المستوطنات في قلب المناطق المحتلة هما متناقضان؟ ألا يفهم ان الزحف الدائم لجبل أبو غنيم نحو بيت لحم ودخول اليمين المتطرف الى الشيخ جراح يرميان الى محو ما بقي من احتمال تسوية مقبولة في القدس؟ هل يؤمن بأنه يوجد زعيم فلسطيني مستعد لاجراء تفاوض مع اسرائيل في الوقت الذي يُحرق فيه زعران يهود اذا لم يكونوا مشغولين بطرد الفلسطينيين عن ارضهم، يُحرقون المساجد أو يقطعون اشجار الزيتون؟ هل غاب عن نظر زعيم العالم الحر أنه حينما يتحدث بنيامين نتنياهو عن دولتين فانه يقصد فلسطين من غير غور الاردن وغوش عصيون وغوش اريئيل وغوش معاليه ادوميم، وبغير ذرة واحدة من ارض شعفاط المقدسة الى الأبد؟. ليس اوباما أعمى ولا أخرس ولا أحمق. بل انه مجرد سياسي آخر أدار ظهره للقيم التي نشأ عليها والناس الذين آمنوا به من اجل البقاء في الحكم. في كتاب البروفيسور بيتر باينرت "ازمة الصهيونية" يبسط قصة الرئيس الاسود الذي ترعرع داخل جماعة يهودية وخان أبطاله الاخلاقيين: ابراهام هيشل وستيفن فايس وهما حاخامان صهيونيان ليبراليان تجرءا على التنديد بسياسة الاستيطان وتمت تنحيتهما الى الهامش. ويصف باينرت كيف نحى اوباما مستشارين ذوي مواهب مثل دان كيرتسر وروف مالي لم يُخفوا خوفهم من جعل اسرائيل دولة ثنائية القومية أو ذات نظام فصل عنصري. ويرسم الكتاب الخط اليميني الذي رسمه "زعماء" يهود لم يُرشحوا قط للانتخاب في الجماعة اليهودية، للرئيس الذي فاز في الانتخابات بتأييد 78 في المائة من اصوات اليهود. اذا كان الاستاذان جون مارشهايمر وستيفن وولت قد اتهما جماعة الضغط اليهودية بالاضرار بالمصالح الامريكية فان كتاب باينرت الشجاع يتهمها بافساد المصالح الصهيونية. ويتحدث الليبرالي الصهيوني من نيويورك كيف صارع مشتغلون حزبيون باحثون عن الكرامة تجميد المستوطنات وكيف جند متبرعون مُنتشون بالقوة اعضاءا من مجلس النواب الامريكي لمواجهة البيت الابيض الذي تجرأ على انتقاد نتنياهو. ويُحذر باينرت ايضا من الابتعاد العاجل لأبناء الجيل الشاب في الجماعة اليهودية عن اسرائيل المحتلة التي هي دولة ليست قيمها قيمهم. وهو يقترح على اليهود الذين تخفق في صدورهم قلوب صهيونية حقيقية أن يقاطعوا منتوجات المستوطنات (وان يُجهدوا أنفسهم في شراء منتوجات اسرائيل)، وان يعملوا على مواجهة صناديق امريكية تمولها وان يستبدلوا بتعبيري "يهودا والسامرة" و"الضفة الغربية" تعبير "اسرائيل غير الديمقراطية". في مطلع تشرين الاول 1973 كتب صابط استخبارات في القيادة الجنوبية هو النقيب سمان طوف بنيامين تقارير حذرت من ان استعداد الجيش المصري يشهد باعداد للحرب. وكانت كارثة يوم الغفران فقط هي التي منعت دخول الضابط الشاب السجن بسبب "سلوك غير مناسب تحت النار". ويتجرأ باينرت على ان يغسل على رؤوس الأشهاد الغسيل الاسرائيلي الوسخ ويندد بالرئيس الذي يمنح اسرائيل مادة التنظيف. وبسبب هذا السلوك يصلب مشتغلون يمينيون بالسياسة وناس من أشياع ما بعد الصهيونية سمان طوف من نيويورك وهو الرسول الذي يُحذر من الكارثة الكبيرة التي تكاد تحدق بارض الميعاد.