خبر : الربح والخسارة: لعنة السلام المتوهم/بقلم: البروفيسور ابراهام تسيون/اسرائيل اليوم 2/4/2012

الإثنين 02 أبريل 2012 02:57 م / بتوقيت القدس +2GMT
الربح والخسارة: لعنة السلام المتوهم/بقلم: البروفيسور ابراهام تسيون/اسرائيل اليوم  2/4/2012



بعد 18 سنة ونصف من اتفاق اوسلو الاول المشهور باسم "غزة وأريحا أولا"، بقي الصراع أثقل موضوع يجب على اسرائيل ان تواجهه في العقود التالية. اجل ان حصول ايران على القدرة الذرية هو الخطر المباشر الذي يشغل اسرائيل، لكن الخطر الفلسطيني في الأمد البعيد هو الخطر الوجودي الحقيقي. واليوم وقد بلغ اولاد 1994 سن الـ 18، يجدر ان نفحص ما الذي منحته اتفاقات السلام لاسرائيل وما الذي سلبتها إياه. أولا، تخلت اسرائيل عن اراض موروثة، أي الاماكن المقدسة والتاريخية لليهود. وينبغي ان نتذكر ان العودة الى صهيون بعد ألفي سنة من الجلاء وشوق اليهود الى بلدهم لم يتعلقا بتل ابيب أو بنتانيا بل بالقدس القديمة والخليل وبيت لحم. فهذه الاماكن خاصة سلمتها اسرائيل على طبق من ذهب. وثانيا، حصلت منظمة ارهابية فلسطينية لأول مرة على شرعية دولية. فعرفات الذي كان يحتاج ليخطب في الامم المتحدة الى إذن خاص ونُقل بعد نهاية خطبته فورا الى المطار ليعود الى البيت، بدأ يظهر في الامم المتحدة وفي عواصم العالم مع حرس شرف. وثالثا، انقلبت صورة داود وجوليات. فلم تعد اسرائيل مثل داود بل الفلسطينيون. وتم تصوير اسرائيل بصورة جوليات الظالم لشعب صغير عاجز. وصورة "داود" التي خُصصت في الماضي لاسرائيل وحظيت بالعطف في العالم كله ولا سيما في اوقات الخطر، قد اختفت. فقد حصل الفلسطينيون منذ ذلك الحين على كل الدعم العالمي برغم أنهم جزء من العالم العربي الكبير، وعملوا في الارهاب. وتحولت اسرائيل في الوعي العالمي الى كيان استعماري، فلم تعد شعبا عانى وعاد الى بلده بعد ألفي سنة جلاء، بل شعبا محتلا سلب العرب بيوتهم. والى جانب الشرعية حصل الفلسطينيون على ارض وقنوات اتصال وسلاح. وقد استغلوا هذه الحقيقة حتى النهاية وتدربوا على الارهاب واستغلوا قنوات الراديو والتلفاز للتحريض على العداء وزيادة الكفاح المسلح. وأصبح الكيان الفلسطيني الذي جيء به من تونس بداية حق العودة. وبهذه الطريقة عاد عشرات من الآلاف بصورة شرعية وحدث كل هذا دون أية حدود بين الكيانين. أهملت اسرائيل منذ اللحظة التي وقعت فيها على اتفاقات السلام، أهملت الدعاية. فقد ظن المبادرون الى السلام أنه يجب علينا لمصالحة العرب ان نُسلم لهياجهم دون رد. وفي مقابل هذا حينما هاجم العرب الذين كانت على ألسنتهم آلاف الشكاوى، اسرائيل تلعثمت الجهات الرسمية في اسرائيل وسوغت ما يقولون احيانا. ولم يُقدم الفلسطينيون في المقابل أي شيء مقابل ما حصلوا عليه ولم يكفوا عن الشكوى. وبدأت الدعاوى المذكورة آنفا تتغلغل الى داخل الوسط اليهودي وذلك لأن اسرائيل مُنحت منظمات أسمت نفسها منظمات حقوق انسان علمت الفلسطينيين فصلا واحدا أو اثنين من استعمال الضغوط على اسرائيل وساعدت الارهاب بصورة غير مباشرة على إساءة سمعة اسرائيل في المؤسسات الدولية. ومن هنا بدأت تطغى موجة اجتماعية من رفض الخدمة العسكرية في المناطق، ومقاطعة المنتوجات الاسرائيلية التي تُنتج في المناطق، ومقاطعة اكاديمية مع اسرائيل وجعل اسرائيل على العموم دولة مُقصاة.