خبر : لن تُخلصنا القبة الحديدية / بقلم: يسرائيل هرئيل / هآرتس - 15/3/2012

الخميس 15 مارس 2012 05:51 م / بتوقيت القدس +2GMT
لن تُخلصنا القبة الحديدية / بقلم: يسرائيل هرئيل / هآرتس - 15/3/2012



  يعلن قادة الدولة قائلين: "علمناهم درسا". هذا صحيح. يقول قادة الارهاب في أنفسهم نحن نشوش منذ سنين كثيرة على الحياة في جنوب اسرائيل – وفي ظاهر مركزها في الفترة الاخيرة ايضا – وهي لا تستطيع برغم أنها تملك واحدا من أكثر الجيوش تسلحا في العالم، أن توقفنا. ان الجيش الصهيوني الذي عُرف في الماضي بأصالته وشجاعته فقد الجرأة والأصالة. وهو يعتمد اعتمادا شديدا وينفق ميزانيته على صواريخ اعتراض باهظة الكلفة في مواجهة قذائفنا الصاروخية الساذجة. وهذا هو الدرس.             يشاهد قادة الارهاب التلفاز وينطبع في نفوسهم ان مواطني جنوب الدولة الصهيونية مكتئبون خائبو الآمال. وما كان هو الذي سيكون كما يسمعونهم في تعبيرهم. وستُسلم حكومة اسرائيل للأمر حتى بعد الجولة الحالية مع استمرار الاطلاق اليومي تقريبا لقذائف الرجم وصواريخ القسام (حذر رئيس الاركان بعد الهدنة الحالية بقوله "اذا استمر اطلاق النار فسنرد كما رددنا من قبل"). وحينما يعاود متحدث الجيش عندهم ويعلن بقوله "لم يوجد مصابون ولم يحدث أي ضرر"، فانه يشير الى ان اسرائيل ستستمر في احتواء المس الذي لا ينقطع بسيادتها والتشويش على حياة مواطنيها واضعاف شعورهم بالأمن (لأن "الاحتواء" لا الهجوم والحسم هو استراتيجيتهم).             يعلمون في اسرائيل جيدا كما يعتقد الارهابيون أنهم يستطيعون بعمليات برية فقط السيطرة على صواريخنا. لكن العمليات تصاحبها الخسائر؛ ومنع الخسائر أفضل في نظرهم من تخليص الأمهات والآباء من الخوف على اطفالهم وممتلكاتهم وكرامتهم، ولهذا سنستنزفهم في الأمد البعيد.             ان تقنية الصواريخ الدفاعية مهما تكن مدهشة، تظل دفاعية. وسيتخلص الجنوب بهجوم لا بدفاع وبعملية اغتيال مبكرة لا باعتراض متأخر. وبجرأة الساسة والقادة والجنود لا بالهتاف لدقة اصابة صواريخ "القبة الحديدية". ان التقنية ما بقيت تساعد المحاربين تظل مباركة لكن حينما تكون البديل عنهم تصبح النتائج أكثر من 12 سنة تحمل وخسائر في الأرواح والممتلكات والروح المعنوية والردع.             يقول قادة الارهاب لأنفسهم من ذا يحتاج الى دبابات وطائرات في الوقت الذي تجعل قناة محشوة بمادة متفجرة مئات الآلاف من الصهاينة يجرون الى الملاجيء وتجعلهم يستنفدون احتياطي "القبب" الباهظة الكلفة التي يعتمدون عليها لديهم.             خلص قادة الارهاب في الجنوب وحزب الله في الشمال ايضا الى هذه الدروس – أليسوا يُجربوننا مرة بعد اخرى – قبل سنين كثيرة. في كل جولة قتالية كما تبين لهم هذا الاسبوع مرة اخرى اتجهنا الى "الاحتواء" لا الحسم. ان رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان والجنرالات ورؤساء السلطات المحلية والاحزاب الذين أعلنوا أننا انتصرنا في الجولة الاخيرة – مخطئون ومُضلون.             لا يمكن إحداث اصابة كبيرة للبنى التحتية وقادة الارهاب بطائرات من غير طيارين. ويجب تدمير الصواريخ قبل اطلاقها. والعمليات البرية وحدها – وبشرط عدم وقفها في بدايتها ايضا كما حدث في "الرصاص المصبوب" – هي التي ستحسم الامر.            ليعد الجيش الاسرائيلي – لأنه فشل في السنين الاخيرة ولم يمنح سكان البلاد اطمئنانا حقيقيا في مواجهة ارهاب الصواريخ – الى مصادر الروح والى الجرأة والرسالة والتميز التي وجهته في العقود الاولى من وجوده. لن تُخلصنا القبب الحديدية ولن تهزم الارهاب عمليات جراحية تثير الدهشة. فالجرأة وصمود الجندي المهاجم فقط (وجرأة من يرسلونه الى المعركة)، الساعي الى الصدام مع المخربين، والكشف عن مستودعات الصواريخ والقضاء عليها تستطيع – حينما تساعد التقنية المحكمة وتحمي وتوجه – ان تحسم المعركة.