خبر : كيف خسرنا للايرانيين/بقلم: روبيك روزنتال/معاريف 1/3/2012

الخميس 01 مارس 2012 03:06 م / بتوقيت القدس +2GMT
كيف خسرنا للايرانيين/بقلم: روبيك روزنتال/معاريف 1/3/2012



 في المقهى تلفظ أحد ما فقال: "آمل ألا تكون نتائج الاوسكار تلمح بنتائج الهجوم على ايران". هذه الجملة صيغت في أجواء استثنائية حول ترشيح "ملاحظة هامشية" للاوسكار. هذا هو الفيلم الاسرائيلي العاشر المرشح للاوسكار في صنف الفيلم الاجنبي – انجاز استثنائي لصناعة السينما الاسرائيلية – ولكن هذه المرة مستوى التوقعات كان أعلى من الفرص العملية.  يمكن أن نشرح هذا بعدة طرق. لعل هذا رد على المكانة المتردية لاسرائيل في العالم، على المقاطعات وعلى التنديدات. لعلنا خسرنا قليلا من الثقة بالعدالة المطلقة للادعاء الاسرائيلي، ونحن نتمسك بقشة جائزة تعطيها مجموعة من المجهولين من اعضاء الاكاديميا، ممن هم حسب مئير شنيتسار لا يبلغ عددهم اكثر من بضع عشرات؛ بمعنى اولئك الذين من بين الاف عطاء الاكاديميا الذين رأوا كل الافلام الاجنبية الخمسة. تفسير آخر هو ان الاحصاءات فشلت بل ومن المحرج الوصول المرة تلو الاخرى الى الترشيح وعدم الفوز، مثابة متلازمة مرضية لعاموس عوز وجائزة نوبل، إذ أن هذا كان مصير الاب، الحاصل على الجائزة، في فيلم "ملاحظة هامشية" نفسه. فالخاسرون هم بالضبط الذين يقفون المرة تلو الاخرى على حافة النجاح ويحرمون منه.  يخيل أن ليست هذه هي الاسباب للتوقع الوطني الذي رافق "ملاحظة هامشية". السبب يكمن في الملاحظة المريرة للجالس في المقهى: نحن نوجد في معركة اعداد للمعركة الحقيقية ضد ايران، ومحظور علينا أن نخسر. في ايران الرسمية لم يكن هناك تردد: المعركة على الاوسكار هي جزء من الحرب ضد الصهيونية. في اعقاب النصر سندعي حتى بانه "واضح هبوط تأثير الصهيونية على الولايات المتحدة". وهم فقط لم يشرحوا لماذا خسرنا في المرات التسعة السابقة.  المفارقة هي ان هذا الفيلم بالذات مقارنة مع أفلام سيدر السابقة، هو الاقل اسرائيلية منها جميعها. دراما كونية كان يمكن ان تحصل في كل دولة وفي كل مجموعة مغلقة لرجال علم لا يعرفها الجمهور تقريبا. وليس صدفة انهم في الولايات المتحدة يتحدثون عن امكانية انتاج فيلم امريكي حسب قصة "ملاحظة هامشية". لو كان وقف أمام الفيلم الايراني فيلم يعنى بانعدام جدوى الحرب مثل "البوفور" أو التزمت الديني مثل "شعلة القبيلة"، لكان في الانتصار الممكن للفيلم قول ذو صدى.  في "ملاحظة هامشية" سار سيدر نحو الملاحظات الهامشية للمجتمع الاسرائيلي. صحيح أن الابطال هم اناس هامشيون، ولكنهم بعيدون عن عين العاصفة في حياتنا، ولمسألة من حقا فاز بجائزة اسرائيل – الاب أم الابن – لا يوجد أي تأثير على اسرائيل الحقيقية أو الوهمية. بالمقابل، يقال عن الفيلم الايراني بانه توجد فيه بالذات اساسات تآمرية، وليس واضحا ان يكون احمدي نجاد والشيوخ المتزمتون في محيطه سعداء به جدا. الدرس المركزي من الحرب على الاوسكار هو بالذات متفائل. الحروب هي جزء من الطبيعة البشرية، ولكنها تنقسم الى نوعين. توجد حروب يسيطر عليها الموت، العنف والسخف. وتنبعث الى الحياة بواسطة السياسيين، القوى الاقتصادية المتهكمة ومتزمتي الدين على انواعهم. وتوجد حروب تسيطر عليها الحياة وتجري في الفن، في الرياضة، في الاكاديميا وفي البرامج التلفزيونية. طالما كنا ننشغل بالحروب من النوع الثاني، فان المدافع والصواريخ تصمت، وحبذا لو كثرت مثل هذه. لنا، من يحظى بان يعيش على وجه هذه الارض، يوجد دور واحد: ان نفعل كل شيء كي لا تقع الحروب، الان وفي الاجيال القادمة.