خبر : اذا خسرنا فتح سنفاوض حماس وعباس اخر الهنود الحمر ..ديسكين: الشاب العربي لا يستيقظ على الصراع وإنما تعنيه المياه العادمة في الشارع

الثلاثاء 28 فبراير 2012 11:44 م / بتوقيت القدس +2GMT
اذا خسرنا فتح سنفاوض حماس وعباس اخر الهنود الحمر ..ديسكين: الشاب العربي لا يستيقظ على الصراع وإنما تعنيه المياه العادمة في الشارع



القدس المحتلة / سما / في حديثه أمام نقابة المحامين في تل أبيب امس وردا على سؤال وجهه المحامي دوف فايسغلاس، تحدث رئيس الشاباك السابق يوفال ديسكين عن قضية "دمج العرب بالمجتمع الإسرائيلي". وقال ديسكين إن الحديث هو عن أن أحد الشروخ العميقة في المجتمع الإسرائيلي، بين الأغلبية اليهودية والأقلية العربية، والذي لا يحظى بالإهتمام من قبل الحكومات المختلفة. وقال "معظم الحكومات لا تحب التعامل بهذا الشأن.. وكرئيس للشاباك أقول أنه عندما يتم التوجه بقضايا من هذا النوع إلى الجهاز الحكومي، هناك عدم رغبة حقيقة في التعامل معه، وحتى إجراء مباحثات بشأن العرب في إسرائيل قد يستغرق سنوات". وبحسبه، فإنه على الدولة أن تجد طريقة للتوصل إلى "تعايش" بين اليهود والعرب داخل الخط الأخضر. وقال "لا يمكن تجاهل أن هناك أقلية مهمة غير يهودية في داخل دولة إسرائيل، وهي لا تريد إنشاد نشيد هتكفا ولا الاحتفال بالأعياد اليهودية. وهي ترى نفسها كاقلية لها دين وتاريخ". وقال أيضا "ما دمنا نسكن على نفس الأرض، فمن الأفضل التوصل إلى علاقات معقولة معهم. فالشبان العرب لا يستيقظون صباحا على الصراع، وإنما يعنيهم المياه العادمة التي تسيل في الشارع والأمن الشخصي في القرية والمدينة، وهل سيتم التعامل معه في المجمع التجاري مثلما يتم التعامل مع أي يهودي.. نحن نتجاهل هذه المشكلة منذ وقت طويل أطول من اللازم، ولا تلقى اهتماما في الحكومة ولا ميزانيات في وزارة المالية". وفي حديثه عما أسماه "مشاركة العرب في الإرهاب"، قال إن الحديث عن نسبة بسيطة مقارنة بنسبة العرب السكانية. وأضاف "هذا لا يعني أنه لا يوجد أعشاب ضارة، ولكن هذه حقيقة، ولا يمكن مناقشة المعطيات، وبالتالي تستطيع إسرائيل المخاطرة أكثر لإزالة الإحساس بالإجحاف في الدولة". وأكد ديسكين على أهمية إجراء محادثات سياسية مع الفلسطينيين، وقال إنه على إسرائيل ألا تتنازل عن الترتيبات الأمنية، ولكن حتى لو أن سيتلاشى مستقبلا أو ينتابه الفتور، مثلما يحصل مع مصر، فلا يوجد بديل عن إجراء محادثات. وتابع أنه لا يمكن عزل القضية الفلسطينية عما يحصل في المنطقة. وبحسبه ففي كل المواقع التي حصل فيها "عملية تاريخية للربيع العربي، فإن المنتصر في نهاية المطاف هم الأخوان المسلمون، ولذلك فإذا خسرت إسرائيل حركة فتح الوطنية وليس الدينية المتطرفة، فإنها ستجد نفسها تفاوض حركة حماس التي ترى نفسها مقابل دولة إسرائيل. وتابع إن "أبو مازن هو آخر الهنود الحمر الموهيكان، وقد بقي في منصبه لأنه يعتقد، وربما فقد هذا الأمل، أنه سيدخل التاريخ كمن أقام الدولة الفلسطينية". تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن ديسكين، وخلال توليه منصب رئيس الشاباك، كان قد اعتبر، في وثيقة داخلية للشاباك ان فلسطينيي الداخل على أنهم خطر إستراتيجي على إسرائيل، ووصفهم بأنهم "خطر إستراتيجي حقيقي على الأمد البعيد. كما أنه وخلال جلسة مغلقة في العام 2007، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه إيهود أولمرت، تم تناول "الأقلية العربية في إسرائيل، وانخفاض نسبة تضامنهم مع الدولة، وتزايد القوى الراديكالية والمخاطر المنطوية على ذلك". وفي تقريره الذي قدمه ديسكن أشار إلى "تزايد تأييد (عرب إسرائيل) للفلسطينيين، وزيادة تأييدهم لجهات إرهابية، وتزايد تأييدهم لإيران وحزب الله وجهات لا تعترف بشرعية وجود إسرائيل كدولة يهودية".  كما حذر مما اعتبرها "ظاهرة وثائق الرؤية المستقبلية"، وقال "هناك أربع وثائق من هذا النوع والمشترك بينها هي رؤية إسرائيل كدولة لجميع مواطنيها وليست دولة يهودية".  كما حذر في حينه من "استمرار التباعد بين عرب إسرائيل وبين الدولة، ويوصي أن تزيد الدولة من مستوى مطالبها من الجمهور العربي"، أي مطالبتهم بإثبات ولائهم بشتى الوسائل. و"القيام بعمل حقيقي من أجل المساواة بين الجمهور العربي والأغلبية اليهودية وتشجيع من يرون أن إسرائيل هي بيت لهم ووقف التمييز بما يتعلق يالاستثمار في البنى التحتية والتعليم ومجالات أخرى". كما تجدر الإشارة إلى أن تحذيرات ديسكين المشهورة من العام نفسه، والتي وصفتها الصحف العبرية بأنها تهديد للعرب، والتي حذر فيها من أن الشاباك سيحبط أية نشاط لتغيير طابع إسرائيل كـ"دولة يهودية ديمقراطية" حتى لو كانت هذه النشاطات تتم بطرق ديمقراطية، بذريعة أن ذلك يأتي من باب "دفاع الديمقراطية عن نفسها".