خبر : حقيبة أكاذيب أبو مازن/ بقلم: نداف شرغاي/اسرائيل اليوم 27/2/2012

الإثنين 27 فبراير 2012 01:57 م / بتوقيت القدس +2GMT
حقيبة أكاذيب أبو مازن/ بقلم: نداف شرغاي/اسرائيل اليوم  27/2/2012



 يختلق الفلسطينيون منذ عشرين سنة من جديد تاريخ القدس ويجعلون عمر الأقصى أسبق من عصر داود وسليمان والهيكل بخلاف كل ما وثقوه وكتبوه هم أنفسهم في مؤلفاتهم طوال سنين طويلة. وأمس أغنى أبو مازن حقيبة الأكاذيب الفلسطينية بفصل آخر، فقد اتهم اسرائيل بأنها "تستعمل الطرق الأشد سفالة لمحو كل أثر عربي واسلامي ومسيحي في شرقي القدس". ويصعب الانحطاط الى أحط من هذا. يبدو أن أبو مازن يعتمد على ذاكرة العالم القصيرة، فاليكم تذكيرا: في القدس تزهر اليوم حرية الديانة والعبادة كما لم تزهرا هنا قط. فقد كان الوضع مختلفا قبل 1967. وقد التزم العرب خطيا (في المادة الثامنة من اتفاق الهدنة مع الاردن) أن يُمكّنوا اليهود من الوصول الى مقدساتهم وراء الحدود، لكنهم منعوهم بالفعل من زيارة حائط المبكى وقبر راحيل وجبل الزيتون. كان يصعب التعرف على المقبرة القديمة في جبل الزيتون بعد 1967، فقد حُطم نحو من 50 ألف شاهد من بين 70 ألفا. واستُعمل كثير منها لبناء الجدران والشوارع وغيرها من المنشآت العامة. ودنس العرب زقاق الحائط الغربي بروث البهائم والغائط. وبعد 1967 ايضا اهتم الفلسطينيون بالطمس على كل صلة وعلاقة يهودية بالقدس ومقدساتها لا بالكلام فقط بل بالفعل ايضا. مسوا وهدموا آثارا فوق جبل الهيكل وقد صاحبت مجموعة طلاب جامعيين أرادوا انقاذ شيء قليل من الآثار التي أفسدها الفلسطينيون ونثروها خارج الجبل فوبخنا واحد من رجال الأوقاف بقوله: "ليس لكم ما تبحثون عنه هنا كما لم يكن للصليبيين ما يبحثون عنه هنا. فالقدس اسلامية". ونقول بالمناسبة ان بيت لحم التي سُلمت الى الفلسطينيين بخلاف القدس قد أصبحت "اسلامية" حقا. فقد عانت الاكثرية المسيحية فيها تحت سلطان السلطة الفلسطينية اعمال تنكيل شديد وأصبحت أقلية. ان فرية "الأقصى في خطر"، التي يعود أبو مازن ورعاياه اليها مرة بعد اخرى ليست أكذوبة بغيضة فحسب بل هي ضد الحقيقة. ففي جبل الهيكل خاصة تخلت اسرائيل تخلياً ما كان يمكن ان يخطر بالبال حينما سلمت المسلمين بالفعل أقدس مكان للشعب اليهودي برغم أنه بالنسبة للدين الاسلامي الثالث فقط من حيث قدسيته. وفي اعمال الحفر الأثري التي "تهود" القدس، تم الكشف الى جانب الماضي اليهودي والماضي المسيحي للقدس ايضا عن فصول اسلامية في تاريخها. والحوض الأثري عند أسفل الحائط الجنوبي مثال واحد على ذلك فقط. يضاف الى ذلك ان الأحياء التي يسكنها اليوم 200 ألف يهودي قد انشأتها اسرائيل في الأساس على اراض خالية غير مأهولة في حين يسكن مناطق سكنية مختلطة اليوم من العرب داخل الأحياء اليهودية أكثر مما يسكن من اليهود داخل الأحياء العربية.