خبر : المتمردون ينتظرون ان تستيقظ حلب ودمشق/بقلم: تسفي برئيل/هآرتس 12/2/2012

الإثنين 13 فبراير 2012 11:22 ص / بتوقيت القدس +2GMT
المتمردون ينتظرون ان تستيقظ حلب ودمشق/بقلم: تسفي برئيل/هآرتس 12/2/2012



"كيف أصبحت دمشق دمية في يد السلطة المستبدة؟"، تساءل الدكتور مشاري النعيم، في مقالة نشرها في الصحيفة السعودية "الرياض". "متى ستبدأ حلب التحرك ومتى ستواجه الطاغية، ومتى ستعبر عن عبقريتها وتتذكر تاريخها؟ يُخيل إلينا ان هذه المدينة نامت ونسيت الاستيقاظ". حظي ندب المؤرخ في يوم الجمعة برد حينما جعلت العمليتان التفجيريتان في مدينة حلب اللتان قتل فيهما 28 شخصا على الأقل، هذه المدينة، وهي الثانية من جهة عدد السكان في الدولة، على رأس نشرات الاخبار. فهل استيقظت حلب في نهاية الامر؟. ان السؤال الذي يقلق الآن النظام السوري والمعارضة، وواشنطن ولبنان هو من هو المسؤول عن هذه العمليات. بادرت سوريا أمس الى اتهام "دول عربية وغربية" بأنها تقف وراء العمليات التفجيرية قرب منشآت عسكرية في واحدة من أقدم المدن في المنطقة. وتتهم المعارضة والجيش السوري النظام الذي خطط للعمليات لصرف الانتباه عن المذبحة التي تجري في مدينة حمص وعن نية احتلال مدينة الزبداني التي استولى عليها الجيش السوري الحر، من جديد. تُقدر الاستخبارات الامريكية ان الحديث عن فصيلة من منظمة القاعدة اجتازت الحدود من العراق ووجدت لنفسها قاعدة عمل جديدة في سوريا. لكل واحدة من هذه الاتهامات والايماءات ما تعتمد عليه. فقد كانت السعودية مثلا مشاركة في الماضي في تمويل عصابات مسلحة سنية في العراق عملت على مواجهة السيطرة الشيعية، وساعدت قطر التي تقود الآن نهجا صارما في مواجهة سوريا بل التي اقترح حاكمها قبل نحو من ثلاثة اسابيع ارسال قوات عسكرية عربية الى سوريا، ساعدت المتمردين في ليبيا وتونس وهي اليوم "متهمة" بأنها تتدخل في السياسة التونسية. وتمنح تركيا الجيش السوري الحر قاعدة لوجستية، على حسب تقارير لجهات من المعارضة السورية تأتي عن طريق تركيا ايضا بعثات سلاح الى سوريا، وهي دعوى تنكرها تركيا بقوة. في الآن نفسه أثبت الجيش السوري الحر قدرته على تنفيذ تفجيرات بشحنات ناسفة مرتجلة، وأعلن قادته قبل بضعة اسابيع بأنهم ينوون الانتقال الى "هجمات نوعية" على أهداف للجيش السوري. قد يكون هذا الهجوم حدث اليوم. فقد أبلغت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ان مسلحين اغتالوا هذا الصباح العميد عيسى الخولي، وهو ضابط رفيع الرتبة في الجيش السوري كان قائد المستشفى العسكري في دمشق. والحديث عن أول مرة يُغتال فيها ضابط رفيع الرتبة في العاصمة السورية ولم تتحمل أية منظمة المسؤولية عن الاغتيال. في الاثناء يجب على قائد الجيش السوري الحر، رياض الأسعد، ان يواجه "منافسه" اللواء مصطفى الشيخ، وهو الضابط الأعلى رتبة ممن انشقوا عن الجيش السوري حتى الآن، والذي انشأ "المجلس العسكري الثوري الأعلى"، الذي يطمح الى ان يوحد تحت رئاسته جميع المنشقين عن الجيش السوري. ويكفي ان نقرأ المنشورات في مواقع الجيش السوري الحر على الانترنت لنفهم عمق البغض والكراهية اللذين يشعر بهما أنصار الأسعد للجنرال الشيخ. فعلى سبيل المثال كتب في أحد المواقع على الانترنت ان الشيخ كان مواليا طوال حياته لنظام الاسد، وأن لفريق كبير من أقربائه وظائف رفيعة في الادارة، وأن هدفه كله ان يُحدث بلبلة وانقساما في صفوف الجيش السوري الحر. أبلغت مشاركة منظمة القاعدة، الصحيفة اللبنانية "الاخبار" قبل نحو من عشرة ايام بسلسلة تحقيقات عن الجيش السوري الحر. وبحسب هذا التقرير جاء مبعوثو القاعدة لا من العراق بل من ليبيا لمحاولة تفحص ميدان عمل جديد للمنظمة. واستُقبل هؤلاء النشطاء في مخيمات اللاجئين في جنوب لبنان ثم انتقلوا الى طرابلس في الشمال حيث يسكن سكان سنيون في اكتظاظ، وهم من الأشد فقرا في الدولة. بل ان مواقع انترنت مقربة من القاعدة نشرت أسماء نشطاء المنظمة الذين قتلوا أو جرحوا في معارك في حمص وإدلب. وطرابلس هي ايضا المدينة التي يلجأ اليها نشطاء الجيش السوري الحر وفي المستشفى فيها يتلقى جرحى الجيش السوري الحر علاجا طبيا. ومن طرابلس يأتي مهربو السلاح الى الحدود السورية ويبيعون نشطاء الجيش الحر والمواطنين الذين يريدون التسلح لحماية أنفسهم، يبيعونهم بضاعتهم. لكن مواطني طرابلس السنيين ايضا ليسوا كتلة واحدة. ففي المدينة تعمل عصابات فلسطينية مسلحة لم ينجح الجيش اللبناني في السيطرة عليها، وتعمل الى جانبها منظمات دينية متطرفة، الى جانب مؤيدين للنظام السوري. فلا عجب اذا ان نشبت في طرابلس خاصة، وهي ثاني مدينة في لبنان من حيث عدد السكان، في نهاية الاسبوع صدامات عنيفة بين فصائل مختلفة أفضت الى موت شخصين. وقد سارع الجيش اللبناني الى نشر قواته في طرابلس في الأحياء التي حدثت فيها المعارك بين مؤيدي سوريا ومعارضيها، لكن يُشك في ان يستطيع وقف اشتعالات اخرى. والخوف هو من ان تصبح طرابلس شرارة تحرق لبنان كله، وهناك من يشيرون الى ان الاسد قد ينقل الجبهة من سوريا الى لبنان ويُحدث فيه حربا أهلية من جديد. بازاء العجز الدبلوماسي، والنقض الروسي "الذي يقتل أبناءنا" كما يقول أحد الشعارات، وتسويف الجامعة العربية، يعتمد المتمردون على انضمام حلب ودمشق الى العصيان. "يا دمشق ويا حلب أنتما أمل الثورة الأخير" كتب في موقع للمعارضة على الانترنت. لكن يبدو ان دمشق ما تزال لم تستيقظ من نومها وفي حلب تعود الحياة الى طبيعتها رويدا رويدا.