خبر : "هآرتس" التي لنا/بقلم: جدعون ليفي/هآرتس 22/1/2012

الأحد 22 يناير 2012 11:46 ص / بتوقيت القدس +2GMT
"هآرتس" التي لنا/بقلم: جدعون ليفي/هآرتس  22/1/2012



 هكذا يعبرون في أحاديث خاصة وهكذا يعتقدون: ان وزير العدل يعقوب نئمان يسمي صحيفة "هآرتس" – "دير شتيرمر"؛ ويعتبر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو صحيفة "هآرتس" واحدة من عدوتي اسرائيل الكبريين مع "نيويورك تايمز". وكان الانكار الذي صدر عن ديوان نتنياهو للكلام الذي اقتبسه منه محرر "الجيروزاليم بوست"، ستيف لندي ضعيفا وطامسا: "ان ايران هي العدو الكبرى"، ولم يقل كلمة عن "هآرتس". كان هذا متوقعا، فالهجوم على الديمقراطية الاسرائيلية لن يتجاوز عن صحيفة "هآرتس". وقد عبر نتنياهو ونئمان عن تصوريهما وهما يريدان اسرائيل من غير المحكمة العليا ومن غير جمعيات ومن غير صحيفة "هآرتس". ولا يوجد أي داع لنُبين لهما ولأشباههما الكثيرين الدور الملقى على الصحف ولا سيما في واقع أخذت تضعف فيه سائر اجهزة حماية الديمقراطية، فهما لن يفهما هذا. ان من يندد بواحدة من أمجد صحف الكون هي "نيويورك تايمز" يشهد على نفسه أكثر مما يشهد على موضوع هجومه. لكننا نقول لهذين الرجلين ان اسرائيلكما التي تصوغانها الآن مدينة دينا عميقا لصحيفة "هآرتس". فلا توجد وسيلة اعلام اخرى تحسن صيت اسرائيل أكثر من هذه الصحيفة التي تنقضان عليها. ولا يوجد صدى آخر يصدر عن اسرائيل يثير احتراما كبيرا كثيرا بسبب كونها واحدة من صحفها. بل ان الحديث احيانا عن إضلال: فغير قليل في العالم يخطئون في اعتقاد ان "هآرتس" هي اسرائيل. كلا ليست "هآرتس" هي اسرائيل للأسف الشديد لكنها صوتها الآخر، صوت القلة الذي من الضروري ان يُسمع. فهي تبرهن كل يوم لاسرائيل وللعالم على ان اسرائيل ليست افيغدور ليبرمان وحده. ان يوما واحدا من عملية "الرصاص المصبوب" أساء سمعة اسرائيل أكثر من كل ما كُتب في صحف "هآرتس" معا ومنها مقالات الموقع أدناه. وقد سبب شهر واحد لنتنياهو في ديوان رئيس الحكومة ونئمان في مكتب وزير العدل ضررا أكبر من جميع المقالات النقدية كلها. ان خطرا كبيرا يغطي الآن عددا من وسائل الاعلام في اسرائيل، لكن اذا أغلقت واحدة منها فقط فستتغير صورتها حتى لا تُعرف. وليست هي الأكثر انتشارا فهي بعيدة عن هذا، لكنها الأهم بمعانٍ ما، فاسرائيل من غير "هآرتس" ستكون دولة اخرى. ولا توجد وسيلة اعلامية يمكن ان نقول فيها هذا بثقة. اذا أُغلقت القناة العاشرة والعياذ بالله فستحل القناة الثانية محلها، واذا أُغلقت "معاريف" فستقوم "يديعوت احرونوت" بالعمل نفسه. لكن اذا شوهت صحيفة "هآرتس" صورتها أو أُغلقت فستشوه صورة اسرائيل معها. ان الحياة الثقافية والفنية في اسرائيل كانت ستبدو بصورة مختلفة من غير ملحقي "غليريا" و"ثقافة وأدب"؛ وكان الاحتجاج الاجتماعي في اسرائيل سيبدو مختلفا من غير "ذي ماركر"؛ والديمقراطية الاسرائيلية ستبدو مختلفة من غير هذه الصحيفة التي تقرؤونها الآن. ان عدو اسرائيل الكبرى تقف الآن حارسة لنظامها ربما أكثر من كل جهاز حماية آخر لأنه أي شيء مثلها في تغطية العنصرية وسن القوانين والاحتلال والفساد والاستغلال والتمييز. تخيلوا اسرائيل مع عضو الكنيست داني دنون فقط، وتخيلوا صوت اسرائيل مع "ذه فويس" فقط. من سيكشف عن الطرد المُذل لألفي مواطن من ساحل العاج، وعن النقص من عمال الرفاه المتحدثين بالأمهرية، وعن سبل التحقيق مع اولاد فلسطينيين وعن الكتاب المخزون لدافيد بوغل وكلها كانت في صحيفة "هآرتس" أول أمس. وأين تقرأون ست قصائد لصموئيل باكت ومقالات عن 95 ترجمة لقصائد "يهودا اللاوي"، وعن ثلاثة كتب جديدة لترجمات ليور بيدوس، وعن اربع قصائد جديدة لجندي اسرائيلي شاب. ان صحيفة "هآرتس" ليست هي ما اعتقدتم ومن المؤكد أنها ليست ما يعتقد رئيس الحكومة حتى لو سُميت "دير شتريمر" و"عدو اسرائيل". في ربيع سنة 1964 نشرت سطوري الاولى في "هآرتس شيلانو": "ذات يوم جاءني صديق. أريد ان ألاعبه فمن حشر نفسه في الوسط؟ أخي بالطبع". بعد ذلك بـ 18 سنة انضممت الى أسرة "هآرتس". لست أعلم هل تفخر الصحيفة بي، لكن نقول ليعلم القاريء نتنياهو إنني جد فخور بالكتابة في صحيفة "هآرتس" وجد فخور أنه يوجد لاسرائيل هذه الـ "هآرتس" "هآرتس" خاصتنا.