خبر : ضابط رفيع المستوى كشف عن اعمال تعذيب في وحدة سرية في الجيش الاسرائيلي حُقق معه مع إنذار/هآرتس 18/12/2011

الأحد 18 ديسمبر 2011 01:14 م / بتوقيت القدس +2GMT
ضابط رفيع المستوى كشف عن اعمال تعذيب في وحدة سرية في الجيش الاسرائيلي حُقق معه مع إنذار/هآرتس  18/12/2011



 توجد كشوف جديدة في القضية التي كشفت عن طرق تحقيق الوحدة 504 – وهي وحدة أفراد سلاح الاستخبارات المسؤولة عن التحقيق مع الأسرى. عُلمت القضية على أثر شكاوى من اعمال تعذيب تقدم بها لاجئون عراقيون حُقق معهم في اسرائيل، ومن قبل مصطفى الديراني الذي احتجز مساعد الطيار الأسير رون أراد. وفي الحالتين مثّل المحامي تسفي ريش المشتكين. في نهاية التسعينيات التقى ريش مسؤولا كبيرا من الوحدة 504 هو العقيد (احتياط) ح.، الذي عرض عليه ما يعرفه عن طرق التحقيق في الوحدة عامة ولا سيما الطرق التي استعملها محقق يُسمى الكابتن جورج، والذي ذُكر في مركز شكوى الديراني، وبيّن ذلك سلسلة طويلة من دعاوى اعمال التعذيب. زعم ح. من جملة ما زعم أنه شارك في تحقيق أدخل فيه جورج هراوة في شرج المُحقق معه. ويتبين الآن أنه بعد سنين من التوجه الى ريش تم التحقيق مع ح. بانذار في الوحدة القطرية لتحقيق الجريمة الشديدة والدولية. ورجع ح. في التحقيق عن معظم ما قال. ينبغي أن نذكر ان الكابتن جورج لم يتم التحقيق معه ألبتة. ويُكشف الآن ايضا عن الاقوال الكاملة التي كشفها ح. للمحامي ريش عن طرق التعذيب. أنكر مقرب من جورج أمس جميع الدعاوى التي وجهها ح. عليه. ويعمل جورج اليوم مستشارا لقائد شرطة القدس للشؤون العربية. وينوي أن يُقدم دعوى تضرر على الجيش الذي لم يجدد العقد معه بسبب الشكاوى منه كي "يُتم نظاما" في الوحدة، ومع تجاهل ان الحديث عن "دعاوى باطلة" كما يرى. قرر بدء التحقيق مع ح. في 2007 نائب المدعي العام للدولة، شاي نتسان، على أثر شكوى قدمها ريش على جورج. وتم التحقيق مع ح. في تلك السنة، وبعد سنة من ذلك في 2008 قرر نتسان اغلاق القضية. أفضت ثلاثة اسباب الى اغلاق القضية: فقد أنكر ح. الذي فاجأه ان يتبين انه أصبح متهما في التحقيق بمخالفة جنائية، أنكر وجود الحدث المركزي الذي اعترف به؛ وفي 2007 جرى التقادم على المخالفات؛ هذا الى أن النزاع بين ح. والكابتن جورج أثار الريبة في صدق الاقوال. حدث اللقاء بين ح. والمحامي ريش في 1999 بمبادرة من الضابط. وقد قال لريش أنه مريض بمرض عضال، ويريد ان يتحدث بما في قلبه عن طرق التحقيق في الوحدة السرية لـ "تطهير ضميره". وضع ح. جهاز تسجيل على الطاولة وطلب ان توثق اقواله. وقد علل لرغبته بأنه اذا استُعمل عليه في المستقبل ضغط ليرجع عن اقواله فسيكون التسجيل شهادة ثابتة على الأحداث في الوحدة، وبهذا ثبّت نفسه. "أنا أخدم في الجهاز"، بدأ ح. قوله، "في الماضي خدمت مع المسمى جورج في تلك الوحدة وتسنى لي ان أحتك به بسبب عمل مشترك. وقد استقر رأيي على الحديث لأن هذا يضايقني ببساطة وقد استمر سنين، أن يكون شخص في منزلته يتجاوز "الأوامر والتعليمات" ويرى ان كل أمر أو قانون غير موجود". وصف ح. كيف انضم بين الفينة والاخرى الى اعمال تحقيق كبيرة وظهر هناك على طرق نشاط جورج: "برز دائما"، قال ح.، "تدخل في كل تحقيق. كان يدخل حتى عندما يجلسون مع مُحقق معه. كان يدخل ويداهم الغرفة ويمسك بالمُحقق معه ويهزه ويُنزله الى الارض ويضربه بقبضة اليد على صدره ويصرخ ويهدد. وكانت حالات أتذكر فيها أنه كان يدخل مع هراوة في يده ويضرب بها ذلك المُحقق معه على منكبه أو رجليه أو دُبره، ويهدده بأن هذه الهراوة ستدخل دُبره اذا استمر في الكذب أو لم يتكلم". وتحدث ح. عن ان جورج فعل ما أراد. "كنت شاهدا لعدة حالات تنكيل منه بالمُحقق معهم. وأتذكر واقعة ما جرد فيها مُحققا معه من ثيابه واضطره الى شرب شاي أو قهوة، لا أتذكر ببساطة، من منفضة سجائر. كان رماد السجائر في الداخل واضطر المُحقق معه الى الشرب. وأنهى ذلك، ولا أنسى ذلك، أن أدخل ببساطة وعاء معجون حلاقة أو أسنان، أنا ببساطة لا أذكر أيهما كان، الى داخل فمه وضغط واستمر في النكيل بذلك المُحقق معه. وقد خرجت ببساطة". وفي عمليات تحقيق اخرى اعتاد جورج – بحسب شهادة ح. – ان يضرب ويهتاج ويركل ويلقي مُحققا معهم على الارض. وتحدث ح. عن ان جورج عالج كل اعمال التحقيق مع المتسللين الى اسرائيل من الدول العربية تقريبا، ومنهم ايرانيون وعراقيون وسوريون، لكنه حقق ايضا في اعمال تحقيق خاصة نتيجة عمليات خاصة كالتحقيق مع الديراني والشيخ عبيد. "أتذكر ايضا واقعة اخرى ما زلت أشعر بها حتى اليوم وتثير بي قشعريرة حقا وهي استعمال الهراوة لا للضرب"، قال ح.، "في اثناء التحقيق، ورأيت هذا بأم عيني... حينما أدخلها في شرج معتقل وقال له تعال إجلس على هذا. قال له تعال اجلس على العصا واذا لم تتكلم فستدخل الى الداخل. هذا ما رأيته". "كان يدخل بقسوة دائما"، قال ح.، "كنت أكون دهشا. كنت أجلس في الغرفة وأراقب، كان يدخل بقسوة الى التحقيق فيوقع المُحقق معه عن المقعد ويدوسه برجله ويركله ويهدد بأنه سيُجامعه، واذا لم يفعل هو هذا فان آخرين سيُجامعونه ويغتصبونه. كان قاسيا دائما... وأعلم ان المعتقلين خافوا منه، خافوا منه، خافوا منه. وأعرف هذا ايضا من النشاط في الشمال حينما كان كل لبناني يسمع اسمه ويعلم بأنه سيحقق معه – يصاب بالرعب والخوف". وتحدث ح. عن أنه لماذا لم يُجر الجهاز في رأيه استيضاحا أساسيا لهذا الأمر. "أنا أعتقد ان الجهاز لم يشأ ان يواجه لجان تحقيق"، قال، "أو تعال نقل لم يشاؤوا، وهذا مجرد شعور مني أو مع علم بأني أعلم من أحاديث تمت بيني وبين اصدقاء، أنهم لا يريدون ان يغسلوا الثياب الوسخة في الخارج لأن الجميع يمكن ان تضر بهم القذارة... ولهذا اهتموا دائما باغلاق الامر في الداخل، في داخل العائلة وبعدم اخراجه الى الخارج". لكن كان للجهاز مصلحة اخرى سوغت في رأي ح. مؤامرة الصمت. "توقع الحصول على نتائج، واعترافات في اعمال تحقيق كانت مهمة، ازاء استعمال دور المحقق السيء الذي أداه جورج، قد أخرج الجهاز عن عقله"، أوضح ح.، "لم يكن يهم الجهاز ان يوجد محقق سيء يبقى اذا وجدت نتائج. وربما كان بعض هذه النتائج نتائج تظلم بعض المعتقلين لأنها استُخرجت باستعمال الضغوط أو التهديدات أو شيء كهذا، وربما كان ذلك الشاب بريئا ببساطة وليست له أية صلة بما يتهمونه به". قال شخص مقرب من الكابتن جورج أمس لصحيفة "هآرتس" ان محاولة "إسقاط" اعمال محظورة في التحقيق مع الديراني أو التحقيق مع اللاجئين من العراق، على الكابتن جورج لن تنجح وأنه يقف من ورائها ضباط كبار عرفوا بطرق التحقيق التي كانت مستعملة في الوحدة ووافقوا عليها. وقال ان الكابتن جورج اختار ألا يغسل الثياب القذرة للوحدة في الخارج، واستغل آخرون اختياره "بطرق قذرة". وقال ايضا ان الكابتن جورج لم يستعمل قط العنف على المُحقق معهم وعمل دائما بحسب القانون والصلاحية، والدليل على ذلك أن ح. تراجع عن الدعوى التي أثارها عليه. "ومن الحقائق انه في حين وجد جميع المتهِمين أنفسهم خارج الجهاز، ما يزال الكابتن جورج يحظى بالتقدير ويعمل في منصب رفيع المستوى من اجل الدولة".