خبر : بل هم إرهابيون!!! ... عبد الناصر النجار

السبت 17 ديسمبر 2011 02:59 م / بتوقيت القدس +2GMT
بل هم إرهابيون!!! ... عبد الناصر النجار



ليس حرق المساجد وتدنيس المصاحف الشريفة وتخريب الممتلكات جزءاً من عقيدة لمجموعة مشاغبة من المستوطنين، كما يسميها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بل هي عصابات إرهابية عنصرية تعتقد بشكل مطلق بضرورة التخلّص من الآخر الذي لا وجود له على هذه الأرض.اعتداءات المستوطنين طالت كل المحرمات، وتجاوزت كل الخطوط الحمر، قوتهم تكمن في الدعم المطلق المالي والإعلامي واللوجستي من الحكومة الإسرائيلية ومن المليارات اليهودية التي ربما كان جزء كبير منها منهوباً من الثروات العربية والإسلامية.نحن لا يعنينا إن قامت هذه المجموعات الإرهابية بالاعتداء على ضباط قوات الاحتلال، بل ما يعنينا هو تلك الاعتداءات المتواصلة من قبل الحثالات الإرهابية على الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والحق.إن الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين جريمة وإرهاب، وإقامة المستوطنات والبؤر العشوائية إرهاب حسب القانون الدولي.لنسأل حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل: من يدعم من تسمونها البؤر الاستيطانية غير الشرعية بالكهرباء والماء والحماية...؟ أليست الحكومة الإسرائيلية وجيشها، ثم تتباكون بعد ذلك على أفعال هؤلاء وتقولون إنهم مجموعات مشاغبة؟!!المجموعة الإرهابية وليست المشاغبة هي التي دنست المقابر الإسلامية والمسيحية، (ويا سواد ليل) من خط شعاراً واحداً على مقبرة يهودية في دولة غربية؛ لأن القيادات الصهيونية والداعمة لها ووسائل الإعلام الغربية... ستثور، وستبدأ مصطلحات اللاسامية تظهر في كل وسائل الإعلام. ولذا فإنه إذا كان تدنيس قبر يهودي إرهاباً فإن تدنيس مقابر إسلامية أو مسيحية هو أكثر إرهاباً. وإذا كان الاعتداء على كنيس يهودي إرهاباً فإن حرق المساجد وبشكل متواصل هو أكثر إرهاباً.حان الوقت لمجموعة "دفع الثمن الإرهابية" أن تدفع هي ثمن ما تقوم به من عمليات إرهابية، خاصةً أن الصمت الفلسطيني أو ردود الفعل التي لم ترتق حتى الآن لما هو مطلوب، ليست ضعفاً، وإنما نار تحت رماد. ولا ندري متى تهب ريح لتشعل المنطقة جراء إرهابهم وليس مشاغبتهم.قبل أسابيع تحدثت كافة القوى الفلسطينية عن البدء بتشكيل اللجان الشعبية خاصةً في القرى التي تتعرض لاعتداءات المستوطنين، وكان من المفترض أن تقوم هذه اللجان بدور حاسم في التصدي لاعتداءات المستوطنين ولكن يبدو أن هناك إشكالية ما...المقاومة الشعبية مطلب أساسي مدعوم من القيادة، ومن العالم أجمع، ولا بد من استغلاله وتكثيفه لمواجهة هذا الإرهاب المتصاعد.عقب هذه الاعتداءات المتتالية لا تكفي الاستنكارات العالمية من الاتحاد الأوروبي أو واشنطن، لأن هذا الشجب لا يقدم أو يؤخر، بل عندما يكثف هؤلاء الإرهابيون من اعتداءاتهم دون عقاب ويعتقدون أنهم مدعومون من فئات واسعة من المجتمع الإسرائيلي، فإن مسلسل الحرق والتدمير وقطع الأشجار والدهس على الطرقات والعربدة وتحطيم السيارات المارة على الشوارع المجاورة للمستوطنات سيتواصل!!.لم يعد خافياً أن المجتمع الإسرائيلي يسير نحو التطرف وبتسارع بخطى كبيرة، بحيث إن ما كان يسمى يساراً في السابق لم يبقَ منه إلا الشعارات. وإن الكلمة واليد الطولى في المجتمع الإسرائيلي أصبحت للمستوطنين وغلاة اليمين.أمام هذه المستجدات، لا يكفي الصمت، ونحن مضطرون اليوم للدفاع عن أنفسنا وممتلكاتنا... لن نرحل فقد ولىّ هذا الزمان... ولن نقبل بنكبة ثانية أو ثالثة... إنها أرضنا ووطننا وبيوتنا وشوارعنا ومزارعنا التي نعيش فوقها وسندفن تحت ثراها. abnajjarbzu@gmail.com