خبر : قرار الجامعة العربية عباءة لتدخل أجنبي في سورية!! ... زياد ابوشاويش

الأحد 13 نوفمبر 2011 11:07 ص / بتوقيت القدس +2GMT
قرار الجامعة العربية عباءة لتدخل أجنبي في سورية!! ... زياد ابوشاويش



 لم يكتف وزراء خارجية الدول العربية بقيادة وزير خارجية قطر بتعليق عضوية سورية في الجامعة العربية بل وطالبوا بسحب السفراء من دمشق، والأسوأ فرض عقوبات اقتصادية على البلد العربي الوحيد الذي لا يقيم علاقات علنية أو سرية مع العدو الصهيوني. حين بدأت دول الخليج قبل بضعة أشهر مؤامرتها أو بالاحرى تنفيذ تعليمات واشنطن بخصوص ليبيا بفرض حظر الطيران عليها بذريعة قيام القذافي بقصف بنغازي نبهنا إلى أن القرار سيوصل ليبيا إلى الخراب وإلى تدخل أجنبي يستهدف حصار مصر وتمكين عملاء وأصدقاء الغرب من حكم البلد، وهكذا كان وأتت الوقائع لتؤكد ما توقعناه. اليوم تبدأ جامعة الدول العربية المشوار ذاته في سورية لكن بطريقة أذكى وأكثر دقة، وبغطاء مصري رسمي ومن بعض الدول النافذة بكل أسف. الكل يعلم دور قطر في التآمر على الربيع العربي ووحدة الصف العربي، كما يعرف أبناء مصر وغيرها حقيقة الارتباط القطري بالسياسات الأمريكية بما في ذلك الارتهان لمشاريع المخابرات الأمريكية وحلف الناتو، ولا تجد مصرياً أو عربياً واحداً يتقبل دور دويلة كقطر لتزعم أمة كبيرة وعظيمة كالأمة العربية. إن الحديث عن سعي الجامعة لوقف النزيف بسورية ومنع النظام السوري من البطش بالناس وتخفيف التوتر تمهيداً للمصالحة والإصلاح والتغيير الديمقراطي لا يمكن أن يكون مفهوماً ولا مقبولاً في ظل قرارات كالتي صدرت اليوم السبت 12 / 11 / 2011بتعليق عضوية سورية وفرض العقوبات عليها، والتي سيتضرر منها المواطن السوري بالدرجة الأولى. إن تخفيف القتل والاشتباكات في بعض المناطق لا يتم بمقاطعة أحد طرفي الخصومة القائمة، لأن هذا يعني تبرئة الطرف الآخر الذي يقوم بالقتال ضد دولته مدعوماً من الخارج، ونحن هنا لا نتكلم عن الحراك السوري الشرعي والمقبول الذي نزكيه وندعمه ومعنا كل الأمة بما في ذلك الحكومة والنظام السوري بل أؤلئك الذين خاطبهم الناطق الرسمي باسم الولايات المتحدة الأمريكية طالباً منهم رفض تسليم أسلحتهم للدولة والاستفادة من قرار العفو. القطريون يستخدمون لغة دبلوماسية حذرة في التطرق العلني للشأن السوري في الوقت الذي تقوم فيه قطر وبالتحديد أميرها ورئيس وزرائه بكل ما يمكن سراً وعلناً من أجل تخريب الوضع في سورية وإثارة الفتنة والقتال هناك، ولعل ما تبثه قناة الجزيرة من أخبار كاذبة وملفقة عن الوضع السوري يمثل الدليل على ما نقول، كما ان السعي القطري لتجميد عضوية سورية في الجامعة هو سعي قديم وبتوجيه أمريكي حتى يتم وضع الصين وروسيا في موقف حرج إزاء اقتراحات أمريكية وأوروبية، وخاصة فرنسية داخل الأمم المتحدة للنيل من سورية وتقسيمها خدمة للعدو الصهيوني والمخطط الأمريكي للمنطقة. إن الشرق أوسط الجديد الذي وعدتنا به جونداليزا رايس يطل برأسه اليوم من خلال تعليق عضوية سورية في الجامعة. لعل المواطن العربي يتساءل في هذه اللحظة لماذا لا تكون الجامعة العربية بنفس الشجاعة وهي تناقش قضية العدوان الاسرائيلي أو الأمريكي على الأمة العربية سواء في فلسطين أو لبنان أو العراق أو أي أرض عربية تتعرض للعدوان والاغتصاب؟ لماذا هؤلاء أسود على أشقائهم وحملان وأرانب مع عدو يقتل أبناءهم وينتهك حرماتهم يومياً؟. الكيان الصهيوني قام بترويع الأطفال الفلسطينيين وأباد آلاف من الشعب الفلسطيني واللبناني وغيره كما تسببت أمريكا في مقتل ووفاة مليون عراقي ويزيد فماذا كان دور الجامعة؟ كان للأسف غطاءً للعدوان والقتل. اليوم تتخذ الجامعة قراراً يوصل لقطيعة بين هذه المؤسسة والحكومة السورية فمع من ستتفاهم في المستقبل؟ وكيف يمكن أن تحل الأزمة الموجودة في سورية؟ هل تعتقد هذه الجامعة وهؤلاء الوزراء الذين شرعوا سلوكاً وسياسة تدميرية للتضامن العربي وللعلاقات بين الدول العربية وشعوبها أن تعزيز دور المعارضة ومنحها الضوء الأخضر لتصعيد قتالها ضد جيش بلدها سيحل المشكلة أو يخفف من الخسائر ومن نزيف الدم الذي تغذيه قوى خارجية من بينها قطر ودول خليجية أخرى تمتليء أراضيها القواعد الأمريكية؟. لقد تساءل أحد الصحفيين بعد إعلان القرار عن ردة فعل الحكومة والنظام السوري وهل هكذا قرار يخدم تخفيف القبضة والحل الأمني؟ وهل حقاً ما قاله رئيس الدورة الحالية حمد بن جاسم القطري أنهم لم يكن عندهم هدف تعليق العضوية؟ الحق أن الرجل يكذب بطريقة لا حياء فيها ذلك أنه أول من تآمر وضغط وقدم رشاوي من أجل هذا القرار الخبيث. لا زال رأينا بأنه لا حل للمعضلة السورية طالما قطر على رأس اللجنة العربية للمتابعة، وأن الحل يجب أن يكون باجتماع المعارضة والحكومة من أجل الاتفاق على القواسم المشتركة وبالضغط لوقف العنف من كافة الأطراف. وأخيراً لابد أن نناشد الحكومة السورية والرئيس الأسد أن يفوت الفرصة على القطريين ومن لف لفهم من أجل الخروج بسورية من هذا المنزلق الخطير عبر وقف الحل الأمني ومد اليد للمعارضة الوطنية في الداخل والخارج للبدء في عملية إصلاح شاملة وجدية تنقل سورية سلمياً إلى واقع جديد يتمتع فيه المواطن السوري بكافة حقوقه الدستورية والانسانية، كما نتمنى أن يتم سحب الجيش من المدن والافراج عن كافة المعتقلين السياسيين ومن اعتقل في الحراك الحالي والشروع في تطبيق ما اعلن عنه سابقاً. لابد من قطع الطريق على المرحلة القادمة من التآمر على سورية، وهذا غير ممكن إلا في ظل موقف جديد من القيادة والحكومة السورية يحاصر المتآمرين ويكشف زيف ادعاءاتهم بالحرص على حياة وحقوق المواطن السوري، والأقربون أولى بالمعروف كما يقال...حمى الله سورية وشعبها الشقيق، ولنعمل جميعاً لوقف إسقاط سورية وتفسيمها. Zead51@hotmail.com