خبر : قائد سلاح الجو ذو المسؤولية البالغ / بقلم: رؤوبين بدهتسور / هآرتس -2/11/2011

الأربعاء 02 نوفمبر 2011 12:44 م / بتوقيت القدس +2GMT
قائد سلاح الجو ذو المسؤولية البالغ / بقلم: رؤوبين بدهتسور / هآرتس -2/11/2011



 اذا كان يوجد شخص ما يستطيع ان ينقذ اسرائيل من كارثة فهو قائد سلاح الجو. ان كل ما يجب على اللواء عيدو نحوشتان ان يفعله هو ان يهمس في أذني رئيس الحكومة ووزير الدفاع أن هجوم سلاح الجو على ايران لا يستطيع تحقيق الأهداف. تستطيع طائرات السلاح في الحقيقة الوصول الى ايران بل تستطيع القاء قنابل، هذا ما يجب عليه قوله لهما، لكن البرنامج الذري الايراني لن يُقضى عليه بعد انتهاء العملية بل سيؤخر في أحسن الحالات عدة اشهر. وعليه ان يصف لهما خطط الهجوم التي يتدرب عليها السلاح وان يُبين أنه قد خلص الى استنتاج أنه بسبب كثرة الأهداف والدفاع الجوي الكثيف وحقيقة ان بعضها مدفون عميقا تحت الارض، فان الاحتمالات منخفضة جدا. هذا التوجه الى مقرري السياسة يخالف في الحقيقة "روح سلاح الجو"، لكن يجب على نحوشتان ان يظهر مسؤولية وطنية. لن يكون هذا اظهارا للاستخذاء بل اظهارا لمسؤولية سامية في عهد يتميز فيه اتخاذ القرارات بجنون اجهزة خطير. يستطيع هو فقط ان يوقف انطلاق القطار في طريقه الى التحطم في سماء ايران. حاول رئيس الموساد التارك مئير دغان في الحقيقة ان يحذر من قرار متسرع حينما قال ان "هجوما على ايران هو أغبى شيء سمعته"، لكنهم في ديوان رئيس الحكومة يعلمون ان دغان يفهم في الجواسيس والمُغتالين لكن حينما يصل الامر الى عمليات طائرات سلاح الجو وطياريه، فانه يعوزه كل علم وفهم. ما ظل سلاح الجو يتدرب على الهجوم على ايران فانه يمنح بنيامين نتنياهو واهود باراك وهم أنه يمكن القضاء على البرنامج الذري الايراني بعمل عسكري. وعلى ذلك يجب على قائد سلاح الجو ان يتوجه الى الاثنين وأن يُبين أنه لا داعي للاستمرار في النفقة على هذه التدريبات وأن وقفها أحسن. يمكن القرار ان يبقى في سرية مطلقة لكن يجب ان يُبين لرئيس الحكومة ولوزير الدفاع ان عليهما ان يُغيرا اتجاه تفكيرهما الاستراتيجي بألا تبقى سياسة في مركزها تخطيط لضربة عسكرية بل استعداد لعهد تصبح فيه ايران ذرية. لن يكون سهلا اقناع باراك، ونتنياهو خاصة، ورئيس الحكومة يؤمن من سويداء قلبه بأن المهمة الملقاة عليه هي انقاذ شعب اسرائيل أو ربما العالم الحر كله. ان الشأن الايراني يشغله أكثر من اتفاق مع الفلسطينيين، وعلاقات بالعالم العربي بل أكثر من علاقاته بالادارة الامريكية. ان نتنياهو حينما يُسوي بين النظام في طهران والنظام النازي وبين محمود احمدي نجاد وأدولف هتلر فانه يقصد ذلك بكامل الجدية. أما باراك في المقابل فقال لي ذات مرة ان ايران الذرية هي خطر في الحقيقة، لكنه  ألغى محاولات التسوية بين هذا الوضع والمانيا النازية. بل ان وزير الدفاع أشار بين فينة واخرى الى قدرة اسرائيل على الردع. وبرغم ذلك، ولاعتبارات ربما توجد في مجال الشخصية والحسابات السياسية، ينقل باراك الى محيطه رسالة تقول انه قد يؤيد عملا عسكريا في ايران. يتبين من كل هذا ان مهمة قائد سلاح الجو لن تكون سهلة. فمن المعقول ان نفترض ان تُستعمل عليه ضغوط ثقيلة ليُغير تقديراته وليستمر في التخطيط للهجوم. ولا شك في أن نحوشتان قد دُفع لغير صالحه الى موقف حسم في فترة حرجة. ويبدو انه لم يوجد قط ضابط في الجيش الاسرائيلي في وضع قد تجلب فيه توصيته المهنية على اسرائيل كارثة بهذا القدر. يجب ان نأمل ان ينجح نحوشتان في ان يتسامى الى عظم هذه الساعة.