خبر : زمن السك سك واللحمة الحمرا ..د. طلال الشريف

الجمعة 21 أكتوبر 2011 04:32 م / بتوقيت القدس +2GMT
زمن السك سك واللحمة الحمرا ..د. طلال الشريف



اليوم خمرٌ ... وغداً أمرُ فنيال من يصحو من خمره ليبدأ رحلة الأمر.   كتبت تساؤلاً على صفحتي بالفيسبوك وهو : عرفنا أن جزءً من الليبيين لا يريدون ألقذافي، ولكن لم نعرف لماذا لا يريده الغرب وأمريكا وقطر ؟؟ فهل من أحد يدلنا على ذلك؟؟  فكانت تعليقات من القراء كما يلي: - الرجل الذي سأل بغطرسة "من أنتم" و توعّد الثوار بالإبادة، سقط مضرجاً برصاص العدالة الإلهية. "إنّها فرصة للتأمّل في أقدار رجال، راح بعضنا يؤلّههم، ناسيًا أنّهم مجرّد بشر، بإمكان الزمن أن يمضي بهم في أيّة لحظة من مجرى التاريخ.. إلى مجاريه. فهل من يعتبر؟" (من كتاب قلوبهم معنا و قنابلهم علينا 2009).   - إنها مؤامرة كبيرة من الماسونية والصهيونية هم من يختارون قياداتنا وحكامنا ومعارضيهم وهم يحددون طريقة موتهم وهم من خلق (الربيع العربي).   - لأنه كان يعبث بيديه في أفريقيا الجنوبية ويساعد الأفارقة على التمرد ضد مصالح الغرب وقطر ودول التدخل الأجنبي.   - لأنهم استنفذوا حاجتهم منه مثلما استنفذوا من قبل حاجتهم من بن لادن وصدام وغيرهما من الطغاة هذا ديدن الاستعمار يتخلون عن طغاتهم على الدوام.   - هم يقيمون ثورة تحت شعار ثورة، والناتو يقصف في ليبيا ويقتل الأبرياء .. والمتهم هو ألقذافي.   -  لأن العرب عملاء .. ولأن شعبه متخلف.   -  لأنهُ يسدُّ الطريق نحو ذهبٍ يلمع.   وهنا قلت: أن توافق كل المحللين الغربيين والأمريكان وقادة السياسة الجديدة في ليبيا على ما ارتكب من عنف بجثة ألقذافي وألفاظهم القاسية التي تنم عن تطرف مريض يبعث على السخرية وعلى دموية وفقدان القيم السماوية والوضعية بشأن كرامة الإنسان .. وأن كل الشعارات المرفوعة كاذبة ولا تحمل قيماً إنسانية. فعلق المعلقون كالتالي:   - وأين كانوا هؤلاء المحللين عندما كان النفط الليبي يتدفق في جوفهم دون أن يستفيد به أهل ليبيا الأحرار.   - من قتله يا صديقي بالتأكيد ليس جنديا بل فردا من المسكونين بالقهر والظلم والعسف وهؤلاء يعوزهم الانضباط والنظام وبالطبع كان أفضل ألف مرة أن تتم حمايته ومنحه الحق في الحياة كأسير وتقديمه لمحكمة عادلة ولكن أيضا لا توجد ثورة على المسطرة وعموما طاغية وقضى والأمل أن يتساقط الطغاة جميعهم وآمل أن يكون القادم في السقوط كل من بشار وصالح.   -  أي كرامة وأي حقوق إنسان التي يتبجح بها هؤلاء ؟ لم يكن ثوار الناتو اقل قسوة ممن ثاروا عليه ..   فكتبت ردي بأن عقلية الثأر والانتقام لا تؤسس بالتأكيد لثورة نبيلة تحمل قيم مناقضة للدكتاتورية .. بل تبدل الدكتاتور بدكتاتور آخر أو فريق من الانتهازيين .. فأعجبوا به كثيراً ولكن لم يضف أحد أي تعليق.   وواصلت الكتابة : الليبيون الأحرار والعرب الفهمانين والمسلمون الأتقياء وأمريكا الديمقراطية وأوروبا الإنسانية وإسرائيل الحنونة وحتى فاتيكان المحبة أعلنوا عن فرحتهم الغامرة بمقتل القذافي ووصفوه بالإرهابي والديكتاتور والمجنون والقاتل .. القذافي الثائر واجه كل هؤلاء وقاتل حتى آخر لحظة وأثبت أنه شجاعا ولكن الكثرة ومصالح عصر العولمة تغلب الشجاعة .. إنه عصر السك سك.   فعلق معلق قائلاً: والله لولا جنونه المصطنع لأصبح زعيما عربيا بجد، يكفى ما فعله معنا في حرب أكتوبر الذي شوه الإعلام دوره ...رحمه الله عليه وعلى كل المسلمين..   وعندما كتبت: قضية اختباء الزعماء العرب المناوئين للغرب في العبارات والجحور في الفصل الأخير مدروسة بعناية فائقة ومستوحاة من نظرة دونية للعرب واستعلائية من الثقافة الغربية لتكريس التفاهة والدونية لكل زعماء العرب في عقل المواطن العربي وهي التي تستمر في المشهد الذهني عند تذكر المواطن لزعاماته .. أنه القهر الكبير من الغرب للعرب ومستقبلهم الذهني مع قادتهم .. رواية خطيرة تتكرر بلا خجل من الغرب وبلا انتباه من العرب .. إنه عصر السك سك.   علق هذا نفس المعلق الأخير قائلاً : يا سيدي رضينا أم لم نرض، هؤلاء كانوا يوما زعماء ورموز لأوطاننا نرجو أن نحافظ بقدر الإمكان عن تاريخهم مهما كان والأخطاء لنا فيها عبر ولا شماتة ولا احتقار لأحد.......   وعند هذا الرد توقفت عن الكتابة، فهذا كلام متزن أعاد لي الأمل بأننا قد نكون قادرين على مغادرة عصر السك سك ( المرض مرض )، وذهبت لصفحة هذا الصديق المعلق المصري لأرى ماذا يكتب على صفحته فوجدت كلاماً فتح حواراً حزيناً لن ينتهي على ما يبدو إلا بالثورة ولكن على أسس وحقائق واقعية نابعة من هموم الشعب وليس من ثورات يصنعها الغرب.   هذا ما علقه صديقي المصري على صفحته بالفيسبوك    " لحمه حمرا أنا نفسي فيها ..... أسلقها مرة ومرة أشويها.... هذا هو شعار الثوار في ثوره الجياع الذين تاهوا مننا في زحمه العبث بالعقول........ T8shariff@hotmail.com www.dtalal.jeeran.com