خبر : العناق والضربة سفيرنا في الامم المتحدة/يديعوت

الخميس 22 سبتمبر 2011 10:17 ص / بتوقيت القدس +2GMT
العناق والضربة سفيرنا في الامم المتحدة/يديعوت



في اثناء خطاب الرئيس اوباما في الجمعية العمومية للامم المتحدة عقد نتنياهو لقاءا كان مقررا له مسبقا مع الرئيس الكولمبي. ولم يكن بوسعه سماع الخطاب. وفور انتهائه خرج اوباما وحاشيته بلقاء نتنياهو، في غرفة جلسات مجاورة لقاعة مجلس الامن. توم دونيلون، رئيس مجلس الامن القومي، اعطى رون ديرمر، المستشار السياسي لنتنياهو نسخة من الخطاب. فقرأ ديرمر، ذهل، نقل الى نتنياهو، الذي قرأ فقرات عن اسرائيل وفلسطين، ولم يكف عن الانفعال. "خطاب رائع"، قال للرئيس. "سأجد سبيلا للثناء على الخطاب على الملأ".وقد وجد، امام كاميرات وسائل الاعلام الامريكية والاسرائيلية. ليس نادرا أن يشكر رئيس وزراء اسرائيل رئيس الولايات المتحدة امام الكاميرات. ما كان استثنائيا في حدث أمس هو أن الرئيس الامريكي استدعى الشكر، احتاجه. المزاح في حاشية نتنياهو كان كبيرا بل وينبغي القول ايضا بانه كان مبررا. فقد اقتبس رون ديرمر عن محلل يهودي امريكي قال انه لم يسبق ابدا أن القي خطاب مؤيد لاسرائيل بهذا القدر من على منصة الامم المتحدة. فاوباما ليس فقط تبنى كل الحجج الاسرائيلية ضد الاعتراف بدولة فلسطينية من خلال الامم المتحدة، بل وتبنى الرواية الاسرائيلية الاساس: اسرائيل هي دولة صغيرة، محوطة بالاعداء الذين يسعون الى ابادتها، ابناؤها يعيشون خطرا على الحياة كل يوم، جيرانها يربون اطفالهم على الكراهية، اضافة الى التهديدات من جيرانها فانها تعيش في خطر وجودي بسبب التهديد الايراني، سكانها يحملون على ظهرهم عبء الاف السنين من القمع والمنفى واكثر منها، عبء الكارثة. الكثير مر على اوباما منذ خطاب القاهرة في 2009، حين وصف بكلمات مشابهة جدا المعاناة المريرة للفلسطينيين. الكثير مر عليه ايضا منذ خطابيه من شهر ايار من هذا العام – ذاك الذي حدد خطوطا لاقامة دولة فلسطين والخطاب التالي، بعد يومين من ذلك، والذي وازن فيه الانطباع. ما مر عليه لم يكن توبة بل وليس تغييرا لمذهب فكري في أعقاب تغييرات خارجية. فاوباما هو سياسي يسعى الى اعادة انتخابه. وستجرى الانتخابات في تشرين الثاني من العام القادم، وحسب الوضع في هذه اللحظة، ستكون متلاصقة ان لم يكن اسوأ من ذلك من ناحية اوباما، والموضوع الاسرائيلي سيلعب فيها دورا. هذا هو الزمن الذي تخلي فيه سياسة الخارجية المكان للسياسة الداخلية. فلسطين "اوت". الناخبون اليهود في امريكا "إن". في الماضي، عندما اضطرت الولايات المتحدة الى استخدام الفيتو في مجلس الامن ضد مشروع قرار مناهض لاسرائيل اجتهد من تحدث باسمها على موازنة الخطوة بتعابير الفهم من الطرف الاخر، العربي. ليس في هذا الخطاب. لا غرو ان ابو مازن الذي جلس في القاعة في اثناء الخطاب أمسك برأسه، يكاد لا يصدق، يكاد ييأس. في الماضي اعتبر الموقف من اسرائيل اجماعا في الساحة السياسية الامريكية. الجميع كانوا معها، حتى حدود معينة. اما الحملة الانتخابية الحالية فهي الاولى التي تصبح فيها اسرائيل موضوعا للمناكفة. حاكم تكساس ريك بيري، المرشح الرائد في المنافسة على ترشيح الجمهوريين للرئاسة، قال في خطاب القاه يوم الثلاثاء ان موقف اوباما من اسرائيل "ساذج، مغرور، مغلوط وخطير". بمعنى ما، خطاب اوباما امس كان ردا ديمقراطيا على خطاب بيري. هنري كيسنجر قال في حينه – واصبحت جملته كليشيه – ان ليس لاسرائيل سياسة خارجية – بل مجرد سياسة داخلية تنطلق الى الخارج. ذات الجملة يمكن قولها عن خطاب اوباما أمس. السؤال هو الى أين نسير من هنا. الفلسطينيون عقبوا على خطاب اوباما باحباط وبغضب. وفي المشاورات في حاشية ابو مازن طرحت افكار مختلفة لرد الفعل، سواء في الساحة السياسية أم على الارض.في هذه الاثناء يحاول الامريكيون والاوروبيون انزال الطرفين عن الشجرة. ويلوح هنا تقسيم عمل – الامريكيون يعطون الفلسطينيين العصا ولاسرائيل الجزرة – والاوروبيون يغازلون الفلسطينيين ويتصلبون تجاه اسرائيل. الوزيران المعتدلان في الحكومة – باراك ومريدور – ينشطان في محاولات ايجاد صيغة حل وسط. باراك قال لنا أمس انه مقتنع بانه توجد أغلبية مانعة تعفي الامريكيين من الحاجة الى استخدام الفيتو في مجلس الامن. يحتمل أن يوافق الفلسطينيون على تأجيل التصويت لاشهر.النشاط السياسي الحثيث لا يغطي على الواقع الذي تلقى تعبيرا صرفا في مضمون خطاب اوباما: الادارة الامريكية تنسحب، عمليا، من الانشغال في تحقيق اتفاق اسرائيلي – فلسطيني. والمهلة ستستمر على الاقل حتى تشرين الثاني التالي، ان لم يكن بعده ايضا.