خبر : شرق أوسط جديد/بقلم: البروفيسور عوزي رابي/معاريف 12/9/2011

الإثنين 12 سبتمبر 2011 10:59 ص / بتوقيت القدس +2GMT
شرق أوسط جديد/بقلم: البروفيسور عوزي رابي/معاريف  12/9/2011



حتى بعد السيطرة على السفارة في القاهرة يجب أن نؤمن بانه يمكن ترميم العلاقات مع مصر، حتى وان كان بشكل جزئي. ومع ذلك، فواجب البرهان يقع أساسا على القيادة المصرية. فقد كان واضحا ومعروفا بان القيادة الجديدة ستختار طريقا آخر، طريقا وسطا، بالقياس الى مبارك. عرفنا انها ستكون أقل تأييدا لاسرائيل وللغرب. لم نعرف اننا سنحصل على برهان بهذا الوضوح على أن الحكم  لا ينجح في السيطرة بشكل فاعل على ما يجري في مصر. هذا العجز مقلق.  مصر تشكل الان حالة اختبار، تشير الى اين ستسير الثورات في العالم العربي. مصر كانت دوما رأس الحربة، وما حصل هناك يدل على ميول اقليمية. في هذه الثورة حصلنا على قيادة عسكرية، ولكن واضح الان ان الحديث لا يدور عن انقلاب عسكري. الثقافة السياسية تجتاز تغييرا، وتوزيع القوة سيكون مغايرا.  الجميع يأمل في أن تؤدي القوة التي ستقع في يد الجمهور المصري الى سياقات صحية في بناء دولة وليس الى الاحداث التي رأيناها في الايام الاخيرة. ومع ذلك، يتبين بان دوافع القوى الراديكالية قوية بلا قياس أكثر من قوة العناصر التي أدارت الثورة. القوة المحركة في الهجوم على السفارة كانت الجماعات الاسلامية وفروع من الاخوان المسلمين. هؤلاء اناس يدقون اسفينا في الثورة العربية، ويأتون بها الى بوابات السفارة الاسرائيلية كي يرى الآخرون بان أجندتهم هي التي تملي الوتيرة.  اذا نظرت اسرائيل الى اعلى، الى الوجه الجديد للشرق الاوسط، فانها سترى انه تحدث ثورة جغرافية سياسية. اتفاق السلام الاسرائيلي – المصري الذي كان اساسا جوهريا في كل صورة مستقبلية لشرق أوسط مستقر ومحب للسلام، يوجد في ميل تآكل وتضاؤل. وعندما نضيف الى ذلك التوجه المستقبلي غير الوضح لتركيا، تنشأ صورة جديدة تلزم اسرائيل باجراء اعادة تقويم وشحذ ادواتها الدبلوماسية. في هذه الساعة المنطقة متعلقة بشعرة.  من الجانب الاخر توجد مجموعة من دول الخليج الفارسي بما فيها السعودية، قلقة مما يجري. وهي ترى انعدام الاستقرار الذي يتشكل هنا، في دولة إثر اخرى. وهي تفهم بان كل ثورة كهذه، كل دولة عربية تسقط، تزيد الخطر. يدور الحديث عن دول كانت كفيلة بان تشكل، في المستقبل شركاء لحوار مع اسرائيل.  كما ثبت اليوم ايضا ان الامريكيين الذين اعتقدوا بان الثورات ستؤدي بالدول العربية الى الحقل الغربي، لم يفهموا جيدا "الربيع العربي". رغم أمل اوباما في أن يملي الجمهور وتيرة اخرى، واضح اليوم بان كل ثورة يمكن أن تنتهي بشكل معاكس لما أُمل به. يوجد اليوم لاعبون اقليميون يشعرون بان الولايات المتحدة فقدت الارتفاع. السياسة الامريكية شحبت وتترك فراغات كثيرة، ستستغلها قوى اقليمية كتركيا وايران. من المهم متابعة القوى العظمى الصاعدة مثل روسيا والصين ورؤية كيف تنخرط في الشرق الاوسط.  كل هذه التحديات تتعاظم من خلال التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة في أيلول. حدث موضعي واحد تقوم به منظمة صغيرة و "مجنونة"، من شأنه أن يؤدي الى مواجهة واسعة بما في ذلك بين دول كاسرائيل ومصر، بسبب الطاقة الكامنة للتفجر.  ما سيثبت بعد ايلول هو أن النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، مع كل الاحترام له، ليس كل شيء. كلنا نأمل بان نجد حلا ما، سلاما جزئيا، ولكن في نهاية المطاف سنفهم ان جزءا من الامور تجري في ساحات اخرى. الامل هو أن نرى في المستقبل الاستقرار والهدوء، ولكن على المدى القصير والمتوسط من المتوقع لنا انعدام استقرار عضال.