خبر : الجيل الذي سيسقط نتنياهو/بقلم: ميراف ميخائيلي/هآرتس 15/8/2011

الإثنين 15 أغسطس 2011 11:39 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الجيل الذي سيسقط نتنياهو/بقلم: ميراف ميخائيلي/هآرتس 15/8/2011



 إن آباء شباب الاحتجاج يشاركون في المظاهرات بتماثل كبير. وهم يشعرون بضيق لانهم لا يستطيعون أن يساعدوا أبناءهم بقدر كاف، لكنهم يشعرون ايضا بشعور شديد بالذنب. وتُسمع كثيرا عبارات مثل: فشلنا؛ وكيف تركنا هذا يحدث؛ وكيف لم نهتم بكم ولم نخرج نحن من قبل الى الشوارع. بيد أن هذا الجيل، جيل الآباء الذين أصبحوا الآن أجدادا وجدات ما كانوا يستطيعون وقف هذا من قبل في الحقيقة. فقد كانوا هم انفسهم بنين وبنات لجيل الناجين من المحرقة أو الناجين من الهجرة ونشأوا في ظل صدمات شعورية وصعوبات لجيل نجح في النهوض من كوارثه وفي بناء دولة حقا. بعد ذلك قرنوا انفسهم بمهمة بناء الدولة وتطويرها وتحملوا عبء الحروب التي صاغتها وصاغت صورتها زمنا طويلا جدا. والى ذلك ايضا فان هذا الجيل خاصة خرج الى الشوارع غير قليل لقضايا حرب وسلم لكن عبثا. لكنهم لم يفشلوا. فقد نجحوا بالفعل نجاحا يدير الرؤوس. نجحوا في تنشئة جيلين أفضيا الى تحطيم الأدوات والى هذا الاحتجاج الكبير: الجيل السابق الذي نجح في خلال المسيرة المدمرة التي أحدثتها حكومات اسرائيل في العقود الثلاثة الاخيرة في التعرف على الخطر والظلم وعمل بلا كلل على الانذار ومحاولة التغيير. وهو جيل بحث وكتب، في الاكاديميا وفي الصحف (بقدر ما مكّنته)، وفي الوقت نفسه، وبكونه مقصى عن السياسة في واقع الامر، انشأ منظمات اجتماعية ومؤسسات دراسية وجمعيات مساعدة، وخرج فيما لا يحصى من النضالات الاجتماعية محاولا التغيير. وقد نشأ على انجازات هذا الجيل والعمل الذي قام به في العشرين سنة الاخيرة الجيل الذي خرج لاحتجاج الخيام. وقد قام بعمله على التوازي وبرغم الافساد الذي تفشى في ذلك الوقت في الاعلام الجماعي – وهو غسل دماغ قومي – رأسمالي يتماثل مع سياسة الحكومة وأهدافها ويكسب من ذلك ايضا. وتغلغلت مضامينه ولغته الى الجيل التالي بفضل عمل ميداني كثير وكتابة وتدريس في مناطق بديلة، مادية ومتوهمة، صغيرة لكنها كثيرة. واستوعب الجيل التالي كل ذلك عن طريق الحاسوب وعن طريق الفيس بوك ومن خلال مشاهدة تجربة حياة الجيل الذي سبقه، الذي حاول محاولة فظيعة لكنه لم ينجح في الوقوف على قدميه في الحقيقة. كان يُحتاج الى انتقال الجيلين هذا ليصبح من الممكن الخروج لهذا النضال خروجا كبيرا. وكان يُحتاج الى ان تحدث الهوة العظيمة بين الجمهور والسياسة أو اذا أردنا الدقة بين هذا الجيل والسياسة. لان هذا الجيل متقدم كثيرا، فهو أسرع كثيرا وهو أشد تطورا. اجل انه يسبقهم كثيرا في كل ما يتعلق باستعمال الانترنت والفيس بوك وقدرته الاعلامية، لكنه يسبقهم كثيرا ايضا في تصوره للواقع، فهو جمهور يعرف كل شيء في وقت مبكر جدا بحيث أصبح عالم الحيل الدعائية شفافا عنده: فلا يمكن اليوم القيام بحرب وجعله يصدق انه كان يُحتاج اليها حقا. وهو جمهور يبحث بينه وبين نفسه أي حيلة دعائية أفضل لنتنياهو: الخروج للحرب أم اعادة جلعاد شليط. وهو جمهور يفهم انه حينما يقول نتنياهو "أنا أتفهم أنه يُحتاج هنا الى تغيير في تصوراتي"، فانه يفعل نفس الشيء الذي يفعله دائما، وهو التحايل الاعلامي. انه يتبنى اللغة والكلمات الصحيحة ليمتنع عن العمل. يستطيع جيل الآباء أن يكون فخورا بتنشئة هذه الأجيال. وهي أجيال لم تعد تشتري التخويف الدائم للقادة من خطر وجودي. وتدرك ان دولة اسرائيل أصبحت موجودة، والسؤال الآن هو أية دولة هي. وهو جيل يستطيع أن يرى صورة الحياة لا حقيقة الحياة، بكونها سببا يخرجه الى الشارع، وهو جيل يستطيع أن يفكر في السلام لا في الحرب. وهو جيل يستطيع ان يتخلى عن مسيرة في تل ابيب وأن يصرف انتباهه كله الى الضواحي. وهو جيل يستطيع ان يناضل لا من اجله فحسب بل من اجل اولئك الذين هم أضعف منه. وهو جيل يستطيع إحداث تغيير. لهذا فان هذا الجيل لن ينتخب بيبي نتنياهو. لم يعد لنتنياهو ما يقترحه علينا. وقد لا يسقط الآن، ولكن في الانتخابات التالية، حتى لو بقي الليكود في السلطة، فلن يكون نتنياهو هناك بعد.