خبر : الغياب "في حضرة الغياب" ...سميح شبيب

الجمعة 05 أغسطس 2011 09:57 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الغياب "في حضرة الغياب" ...سميح شبيب



حاولت جاهداً متابعة مسلسل "في حضرة الغياب"، لفراس إبراهيم، لكنني فشلت حقاً!. ما ورد في الحلقات الثلاث الأولى، من أداءٍ وأحداث وحوار ولغة، رفع السكّر في الدّم، وضغط الدّم وهو أخطر ما أعاني منه من أمراض دائمة، وما يشكله ذلك من مخاطر على قلبٍ معتل.العمل لا يمتاز بالسطحية والافتعال وعدم الدقة فحسب، بل إنه جاء عملاً متعجلاً، يتعرض لشخصية فنية عميقة بالأبعاد كافة، وهي شخصية تستحقّ حقاً، دراسةً متأنّيةً وحواراً مدروساً ودقيقاً، وأداءً سليماً، خاصةً فيما يتعلّق باللغة وقواعدها، وطرائق النطق بها. لا أقول إن المسلسل جاء مخيّباً للآمال فحسب، بل إنه جاء في إطار التشويه والإساءة إلى شخصية محمود درويش ودوره وتاريخه الثقافي والسياسي على حدٍّ سواء!.الإساءة هنا، تطال رمزاً من رموزنا الثقافية، وشاعراً يستحق لقب "الشاعر العام"، إن جازت التسمية.ما تابعته من حلقات ثلاث، يؤكد، وبما لا يدع مجالاً للشك، أن من وضعوا الحوار وسلسلوا الأحداث لا يعرفون محمود درويش، ولا يفهمون لغته ودلالات أبيات شعره.الإساءة هنا، تطال رمزنا الثقافي محمود درويش، كما تطال عائلته وأبناء شعبه، كما تطال كل ناطق بالعربية. وتقدم شخصيةً هي شخصية بعيدة عن روح شخصه محمود درويش وروحه وشعره وفلسفته.لا أدري إن كان هناك إصرار على استمرار المهزلة / الإساءة، أم أن المحطات التي تبثّ هذا المسلسل ستكتفي بما تم بثه، وبعد كل ما كتب عنه من آراء، جاءت جميعها ناقدة. لكن وفي حالة الإصرار على استمرار هذه المهزلة / الإساءة، لا أدري ما هي الوسائل الكفيلة بوقفه وإنهاء هذه المهزلة؟!.هل بإمكان مثقفين من مختلف المشارب والأقطار العربية، أن يصدروا بياناً بشأن هذا المسلسل، يطالبون بوقفه وإنهاء بثه؟! وفيما إذا حصل ذلك، هل تستجيب محطات البث الفضائية لطلبهم هذا؟!.وفي حال وقفه، هل يمكن للجنة مختصة، أن تقدم حججها وحيثيات رأيها بالمسلسل، لإسقاطه وإلغاء وجوده، وكأنّ شيئاً لم يكن؟!.بعد متابعتي للحلقات الثلاث الأولى، تمنّيت فعلاً، ألاّ يكون هذا العمل قد ظهر للوجود. ولكن، وبعد أن ظهر، فلنتنادى جميعاً لوقف بثه فوراً، والحيلولة دون ظهوره ثانية. واعتبار ما حدث إساءة لنا جميعاً. قصد الفاعلون ذلك، أم لم يقصدوه.