خبر : أين اختفت القبة الحديدية/بقلم: اليكس فيشمان/يديعوت 17/7/2011

الأحد 17 يوليو 2011 11:52 ص / بتوقيت القدس +2GMT
أين اختفت القبة الحديدية/بقلم: اليكس فيشمان/يديعوت  17/7/2011



أين اختفى نظام القبة الحديدية؟ بعد عرض ناجح جدا قبل نحو من ثلاثة اشهر فاجأ حتى مطوري هذا النظام الدفاعي الفعال، اعتقدنا أننا لن نرى بعد صواريخ تسقط هنا أو في غلاف غزة على الأقل. لكن ها هي ذي في الاسابيع الاخيرة قذائف صاروخية وقذائف رجم تتقاطر من قطاع غزة وعاد سلاح الجو للعمل في القطاع، ولعبة البينغ بونغ لاطلاق النار الذي يليه رد عليه. فماذا عن القبة الحديدية؟ كأن الارض ابتلعتها.يتبين ان القبة الحديدية ليست سلاحا تكتيكيا فقط للحماية العينية للمناطق الوطنية الحيوية. في فترة ما بين الحروب الكبيرة تؤدي ايضا دور نظام استراتيجي يُمكّن المستويين السياسي والعسكري من اتخاذ قرارات معتدلة – لا تفضي بالضرورة الى تصعيد – إزاء عدو يعمل من داخل مناطق مأهولة. فعلى سبيل المثال اذا تم اطلاق صواريخ قسام على سدروت، دون قدرة على إفشال القذائف الصاروخية، فسيسحق سلاح الجو قطاع غزة من غير أن يقف الاطلاق وهو ما سيجر الى اصابة المدنيين ونقد دولي وورطات سياسية. إن وجود القبة الحديدية قد يحطم هذه المعادلة فهي تُمكّن المستويين السياسي والعسكري من السيطرة على ارتفاع اللهب ومنع التصعيد.لكن الجولة الاخيرة من اطلاق النار وجدت البطاريتين العملياتيتين للقبة الحديدية منشورتين في مواقع خارج القطاع ولم يكن هذا خطأ أو نزوة لشخص ما في الجيش. عندما جاء الجيش الاسرائيلي وسلاح الجو وقالا بصدق ان هذه البطاريات لا ترمي الى حماية مدينة محددة أو منطقة محددة فقط كانا يقصدان كل كلمة.ولدت هذه البطاريات في الأساس لحماية مواقع استراتيجية محددة في دولة اسرائيل زمن الحرب، مثل محطات توليد طاقة ومطارات وما أشبه. والى أن يكون لدولة اسرائيل 13 بطارية من القبة الحديدية – كما هو التخطيط – فسينحصر ترتيب الأولويات لنشر البطاريات الموجودة في هذه المواقع قبل غيرها. ولهذا فمن الصحيح الى الآن أن البطاريتين الفعالتين في كل البلاد تنتقلان من نقطة استراتيجية الى اخرى. فمرة في حيفا ومرة في موقع حيوي في الشمال وهكذا دواليك، ويجري عليهما هناك توجيه وتنسيق وتدريب. وفي اثناء الجولة التي تقوم بها البطاريتان في مواقع مختلفة يُكشف عن اختلالات وأعطال محلية ينبغي تحسينها والتعلم. فقد تبين مثلا خلال التنقل فجأة أن رادارات القبة الحديدية – التي هي متقدمة وقوية جدا – تشوش على عمل اجهزة عملياتية ما وانه يجب علاج ذلك. ويجب ايضا تعليم ناس الرقابة المنشورين في مواقع مختلفة "الحديث" الى هاتين البطاريتين. ما لم تُستكمل هذه الدورة فلا يمكن أن نُعرف البطاريتين الموجودتين بأنهما بطاريتان عملياتيتان تستطيعان انتاج ما يطلب منهما زمن الحرب. ماذا عن بطاريات ثابتة لغلاف غزة. سيكون من الممكن الحديث عن هذا فقط عندما يصبح مقدار التزود بالقبة الحديدية في ذروته وعندما يصبح الوضع الامني على الجبهات الاخرى هادئا نسبيا. في يوم الجمعة أجرى رئيس هيئة الاركان بني غانتس مباحثة في التصعيد الناشيء في قطاع غزة. تبين ان منظمات مثل "التوحيد" (منظمة الجهاد العالمي في قطاع غزة)، و"جيش الاسلام" و"اللجان الشعبية" (التي تسيطر عليها الذراع العسكرية لحماس والى جانبها التاركون للجهاد الاسلامي) استقلت عن سلطة حماس وبدأت سلسلة اطلاق نار ومحاولات اجراء عمليات على الجدار. رد الجيش الاسرائيلي وسقط منهم مصابون واستمرت لعبة البينغ بونغ. في نهاية الاسبوع لاحظوا في اسرائيل ان حماس السياسية تريد اخماد النار – بلا نجاح. أُثيرت امكانية اعادة بطارية من القبة الحديدية الى القطاع لكن استقر الرأي في خلال ذلك على الانتظار. فاطلاق النار حتى الآن قد تم على مناطق مفتوحة بحيث ان القبة الحديدية ما كانت لتستعمل أصلا. اذا استمر اطلاق النار فستعود القبة الحديدية الى هناك. الحاجة اليها سياسية لا عسكرية فقط.