خبر : السلام، الحرب/بقلم: الون مروم/معاريف 10/7/2011

الأحد 10 يوليو 2011 11:51 ص / بتوقيت القدس +2GMT
السلام، الحرب/بقلم: الون مروم/معاريف 10/7/2011



 مواقع البناء في المستوطنات والبؤر الاستيطانية تعج بالحياة، وكذا مستشفيات الولادة الفلسطينية. قريبا لن يكون عمليا الحديث عن فصل السكان. على جانبي الجدار يختلط الزيت والماء في عجنة متفجرة واحدة. الجرافات والآليات الثقيلة تشق الطريق الى واقع على نمط يوغوسلافيا، ذاك الذي سبق التطهيرات العرقية والمذابح. وفي غضون بضع سنوات ستكتمل الحقائق الناجزة على الارض، في ظل تقلص الاغلبية المحتلة. السائل الزيتي العكر لن يكون ممكنا فصله بعد ذلك. لا في الكتل ولا في نقاط الكراهية القليلة. فالفلسطينيون، من جهتهم، لن يوافقوا أبدا على الانخراط في دولة ثنائية القومية دون كامل الحقوق. ولما كان تحقيق حقوقهم سيشطب الطابع اليهودي والغربي لاسرائيل – فان هذا الحل ايضا ليس عمليا. سنتجادل حتى الغد، وفي هذه الاثناء فان الخيارين الاسمأ هما نظام الابرتهايد العنصري أو الكوكتيل اللبناني. سنقلب ونقلب المسألة ولن نجد هدفا ثالثا للضياع الزاحف. في واقع الامر يوجد، بل هو محتم: طالما لا يوجد وداع بسلام، يقترب الوداع بالحرب. بعد حربي الاستقلال والايام الستة، في الجولة الثالثة أيضا سننتصر. ومثلما في الجولتين السابقتين ستتوازن الديمغرافيا عن طريق فصل الفلسطينيين عن اراضيهم. ومثلما في حينه، ستغلي المياه والزيت الساخن سيصب على جيراننا.  نيكولو ميكافيلي هو على ما يبدو المفكر الاكثر ملاءمة لهذا الزمان ولهذا المكان. في كتابه "الامير" يوصي الحاكم بمراعاة الذاكرة القصيرة للانسان: عند توزيع الامتيازات على المواطنين، على الحكم أن يفعل ذلك بحقن صغيرة على مدى فترة طويلة، وعند اتخاذ اجراءات متشددة – فرضها دفعة واحدة. إذن لماذا الانتظار حتى يكون لايران سلاح نووي؟ هيا نطرد الان وبضربة واحدة.  لا حاجة الى اضاعة الوقت في تخطيط أصيل للترحيل. كل شيء جاهز في ارشيف الجيش الاسرائيلي، ببساطة ما علينا غير نفض الغبار عن الخطة "د" لقوات الهغناة: بداية نطرد القرى حول محاور السير الرئيسة في المناطق، بدعوى أن من شأنها أن تساعد الجيوش العربية التي قد تغزو. ومن المحاور نواصل الى مناطق الحدود، في ظل استخدام ذات الحجة. في هذه الاثناء تقام وحدات شبه عسكرية من أفضل فتيان التلال وقدامى التنظيمات السرية اليهودية. هذه الوحدات ترسل الى مهمات ردع في القرى المتبقية، واذا ما ذبحوا قليلا، لا بأس، فان أيدي الجيش الاسرائيلي لن تسفك الدماء. الفزع الذي سيعربد في اوساط باقي الفلسطينيين سنغذي ناره، سنبعث بمبعوث لكل مختار يهمس في اذنه بان وحدات المتطرفين اليمينيين تشق طريقها اليه. وعندما يهرب السكان، مرة اخرى لن تكون أيدينا ملوثة بهذه الفعلة. عندما يأتي أغيار العالم ذوو الوجهين، يطالبون باعادة اللاجئين – سندعي بان عودتهم ستخلق أقلية كبيرة جدا في الدولة اليهودية. إذ لا يمكن خلط الزيت بالماء. وهذا سيستغرق عقدا أو عقدين، وسيدور وزير التاريخ عينيه الى السماء. تماما مثلما حصل للهنود في اوغندا، للانجليز الذين جوعهم الالمان، للكينيين الذين جمعهم البريطانيون في معسكرات وقتلوهم. فهل يتذكر على الاطلاق أحد ذلك؟ فضلا عن ذلك، فان العالم على أي حال لا سامي. واذا ما خشي أحد ما من حرب أهلية يسارية، فلا تقلقوا. أنسال الحمائم من مباي ومبام سينظرون الى الطرف الاخر مثلما درج اجدادهم – لم أرَ، لم أسمع. الشعب كله سيبدأ بنشيد الوطن والرقص وعندما تتبين له الحقيقة سيتفرغ لشطبها من كتب التاريخ.  "في ختام ألفي سنة منفى، كارثة، أمل: الحليب حامض والدبس مرير في البلاد. عائلة ثكلى – روتين يومي عادي، وعداء قديم يغطي كل شيء. برأس منكس، سنواصل المعاناة أو نصرخ بصوت عال: لا يمكن أن نشتري جنة عدن بالدماء!" (عنبل برلموتر الراحل).