خبر : مليونية إنقاذ الثورة المصرية ... بقلم: زياد ابوشاويش

السبت 09 يوليو 2011 02:40 م / بتوقيت القدس +2GMT
مليونية إنقاذ الثورة المصرية ... بقلم: زياد ابوشاويش



التجمع الكبير الذي احتشد في ميدان التحرير في جمعة انقاد الثورة وتحقيق بعض مطالبها أثبت مرة أخرى أن شباب مصر ما زالوا يقبضون على بوصلة الحدث المصري وبالتالي تجري رياح الثورة كما تشتهي سفنهم. ربما تجري عرقلة بعض الفعاليات والتحركات لهؤلاء الثوار بجملة من الأساليب وبتدخل أجنبي وعربي معروف، كما بمساندة داخلية رجعية ومحسوبة على بقايا النظام السابق، لكن اتجاه الأحداث وتفاعلات المجتمع المصري برغم كل ما يثار من غبار وإساءة للثورة ومفجريها يبقى نحو التغيير الكامل لطبيعة النظام وإن طال الزمن. اليوم الجمعة الثامن من تموز (يوليو) تجمع في ميدان التحرير العدد الأكبر منذ عدة أشهر ليقولوا للمجلس العسكري انه لا مناص من الانصياع لمطالب الشعب ومقتضيات التغيير المعروفة. إن محاكمة القتلة ومطاردة الفاسدين والمفسدين وتصحيح الوضع المعيشي للناس في مصر تشكل أهم المطالب لهذا التحرك المليوني الهام، وتبقى قضية الدستور وتغييره كلياً القضية الخلافية بين شباب ائتلاف الثورة وكل من المجلس العسكري والإخوان المسلمين، فبينما ترى حركة الإخوان المسلمين أن تغيير الدستور يأتي بعد انتخابات مجلس الشعب والشورى، ترى باقي الأحزاب والقوى الوطنية والديمقراطية التقدمية أن أي انتخابات سابقة لتغيير الدستور لن تكون معبرة عن إرادة الشعب المصري كونها تجري على أساس دستور تم وضعه على يد زبانية النظام السابق وبالتالي فالأكثر عدالة وديمقراطية أن يتم تعديل الدستور بشكل كامل لتجري الانتخابات على قاعدة دستورية سليمة وتعطي كل ذي حق حقه. رغم هذا التباين فقد أخذت حركة الإخوان قرارها بالمشاركة في المليونية قبل يوم واحد من انعقادها بميدان التحرير، ومشاركتهم بالتالي ليست بالحجم المطلوب ولا يعرف أحد ماذا ستقرر هذه الحركة في حال رفض المجلس العسكري تلبية مطالب الثورة وهي مطالب يجمع عليها الشعب المصري. إن استعادة زخم الحراك الداخلي في مصر باتجاه الضغط على القيادة الحالية سيحدث أثراً إيجابياً فيما يخص فرز الألوان في الساحة المصرية وسيعيد ترتيب الأولويات للشارع بما يكفل مواجهة حملات التحريض الداخلي والخارجي لإفقاد المواطن المصري ثقته بالثورة وبالانجاز الأكبر في الساحة المصرية على مدار عقود من الزمن. الأمريكيون وحلفاؤهم هنا وهناك لن يستكينوا لضرب مفاعيل الثورة وانجازاتها، وهم يقومون بكل الموبقات لتحقيق هذا الهدف. إنهم يعرفون حجم الخطر على مصالحهم ومصالح الكيان الصهيوني لو نجحت الثورة بمصر، ومن هنا يستخدمون كافة أسلحتهم، في المقابل يدرك شباب الثورة وعقلائها أن المهمة كبيرة وصعبة ولذلك يلجأون للتحشيد المليوني كلما وجدوا أن هناك استهانة أو عرقلة متعمدة لسيرورة التطور والتغيير المنشود. جمعة حماية الثورة وتحقيق بعض مطالبها ستكون مفصلاً مهماً في طريق التغيير الجذري للنظام وبالتالي سنشهد في المستقبل أنشطة وتحركات تأخذ في الاعتبار دروس المرحلة السابقة وأهمها عدم التراجع أو الارتباك أمام الهجوم المضاد الذي يقوم به أعداء الثورة. Zead51@hotmail.com