خبر : مردخاي يخلف أبا مازن ...حافظ البرغوثي

السبت 15 أغسطس 2015 01:34 ص / بتوقيت القدس +2GMT



 يكثر الحديث إعلامياً حالياً حول خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لسببين، الأول تقدمه في السن، والثاني انسداد الأفق السياسي لحل الدولتين، ولهذا يبحث «الإسرائيليون» وغيرهم الاحتمالات القادمة في مرحلة ما بعد أبو مازن.

أول من تحدث مؤخراً عن خلافة محمود عباس هو إيهود باراك الذي قال إنه يعرف من سيخلف عباس. ولم يفصح عما يعرف بالتفصيل.

وحالياً تبحث المستويات السياسية والأمنية «الإسرائيلية» ما يسمى مرحلة ما بعد أبو مازن، وفي تحليل أخير لما يجري وراء الكواليس «الإسرائيلية» قال المحلل بن كاسبيت إن ترشح القائد الفتحاوي الأسير مروان البرغوثي من شأنه أن يكون قنبلة موقوتة تنفجر في وجه «إسرائيل» خاصة وأن كل استطلاعات الرأي ترجح فوزه بأغلبية مريحة رغم وجوده في السجن.

وكان الكاتب العبد الفقير لله لعب دوراً في سحب القائد مروان ترشيحه للرئاسة في الانتخابات بعد رحيل ياسر عرفات، لاعتقادي أن الوضع المضطرب داخلياً والفلتان الأمني وتغول الاحتلال والقتل المستمر يومياً، كان لا يساعد على الشقاق في حركة فتح، وتحت إلحاح ابنه القسام الذي كان في السجن أيضاً واتصاله أكثر من مرة طالباً التدخل لثني والده عن الترشح حفاظاً على وحدة فتح، ونزولاً عند طلب الأخ الطيب عبد الرحيم توسطت في الأمر حيث استدعاني إلى المقاطعة، والتقيت وإياه الرئيس أبو مازن الذي كلفني بنقل رسالة شفوية إلى أبي القسام في سجنه عن طريق محاميه خضر شقيرات، وتوجهت إلى مكتب الطيب حيث قمنا بصياغة الرسالة واتصلت بالمحامي الذي جاء إلى المكتب وسلمته الرسالة ليقرأها على مسامع ابي القسام.

وبعد أيام من ذلك اتصل بي المحامي شقيرات وأبلغني أنه في طريقه إلى السجن لزيارة أبي القسام وأنه سينقل رداً إيجابياً..

وبعد الظهر اتصل بي وقال إن مروان أملى عليه رسالة الانسحاب من المنافسة على الرئاسة، وأنه سيغلق هاتفه إلى حين وصوله إلى رام الله ليعقد مؤتمراً صحفياً ويعلن ذلك..

فاتصلت بمرافق الرئيس أبو مازن اللواء شحادة فقال انه في مطار عمان يستعدون للتوجه إلى الكويت وأبلغته بما حدث لينقله إلى ابي مازن وكنت أبلغت الطيب أيضاً.

هذا ما حدث فعلًا..

وكان أبو مازن وعد مروان في الرسالة بأنه سيظل على رأس أولوياته لإطلاق سراحه..

ولم يكن أبو مازن مبالغاً لأنه طرح موضوع الإفراج عنه أكثر من مرة مع إيهود أولمرت، لكن الأخير كان يردد دوماً إننا لا نعرف أين سيقف لو أطلقنا سراحه.. وكان أبو مازن يرد.. أنه سيكون مساعدي.

لكن أولمرت سقط وعاد أبو مازن يطرح الموضوع على جون كيري عند بدء وساطته لاستئناف المفاوضات لكن أجهزة الأمن «الإسرائيلية» أوصت برفض الطلب.

الآن أظن ان أبا القسام بعد أن أكمل عشرين سنة سجناً منها 13 سنة منذ اعتقاله في مطلع الانتفاضة و7 سنوات من سنوات شبابه الأولى لن يتردد في ترشيح نفسه فيما لو انسحب أبو مازن من الحياة السياسية أو لطارئ صحي، خاصة وأن الرئيس الفلسطيني بلغ الثمانين من العمر ويحلم بالانسحاب من الحياة السياسية ليقضي ما تبقى من عمره منكباً على كتبه التي سجلها على شكل مذكرات يومية تقارب عشرات الكتب، وقد زرته قبل أيام بعد انقطاع لمدة أربعة أشهر، وكان منكباً على كتابة يومياته على وريقة صغيرة بحجم كف اليد، ويرقم الأوراق تباعاً ويقول إنها عشرات الآلاف من الأوراق وتجري طباعتها أولا بأول ولن تنشر في حياته.

الإعلام يهول من مرحلة ما بعد أبو مازن، وبالطبع لا يمكن مفاتحته شخصيا بهذا الشأن، فثمة من يقول إن هناك ترتيبا دوليا يعد لخلافته بحيث تتولى قيادة ثلاثية سياسية وأمنية وحزبية السلطة..

وثمة من يقول إن الانتخابات هي الحل ولكن السؤال هل يسمح الاحتلال بالانتخابات؟ وهل حماس ستشارك أم ستبقى في عرينها غزة كقوة مهيمنة ولن تسمح بالمشاركة؟ وهناك من يطرح اسم محمد دحلان وهناك من يقترح صائب عريقات كسياسي له علاقات دولية أو ماجد فرج رجل الأمن المبتسم دوماً.

لكن المزاج الشعبي دوما يرجح كفة أبو القسام في استطلاعات الرأي باعتباره شخصية وطنية على علاقات جيدة مع كل القوى الأخرى على الساحة الفلسطينية.

لكن في رأيي المتواضع ان ما بعد أبو مازن ليس هناك أحد سوى المنسق «الإسرائيلي» لشؤون الاحتلال بولي مردخاي، لأن فكرة تقويض السلطة في الضفة باتت متداولة «إسرائيلياً» سواء على شكل الاقتراح الذي أطلقه الرئيس «الإسرائيلي» الليكودي ريفلين وهو فيدرالية «إسرائيلية» فلسطينية أو ما يدور في الكواليس حول فصل غزة عن الضفة وإقامة الدولة في غزة فقط.

فالتفكير السياسي «الإسرائيلي» يخلو من الاقتناع بقيام دولة فلسطينية في الضفة وما جرى خلال كل المفاوضات السابقة هو تداول الفكرة وإدارة الصراع وليس حله، ولهذا قال إيهود باراك إنه يعرف من سيخلف أبو مازن؟

إنه مردخاي منسق شؤون الاحتلال في الضفة.

عن الخليج الاماراتية